1 يوليو، 2020
الحوار الجزائرية
أراء مساهمات

مولود قاسم والشعوبية

مولود قاسم والشعوبية

عدة فلاحي

كانت العرب في الجاهلية على عقيدة الشاعر الذي لخصها في هذا البيت: (( و ما انا الا من غزية ان غوت غويت * و ان ترشد غزية ارشد)) فجاء الاسلام ليسقط هذه العنصرية و القبلية ليعوضها ب…((وكونوا عباد الله إخوانا ..))و ب(( واعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا و اذكروا نعمة الله عليكم..)) و بالتالي فمن اختار هداية الله لعباده فقد نجى من الهلاك و من اختار سبيلا آخر فإنه بلا شك في الدنيا أعمى وسيحشر أعمى و يوم القيامة سيكون أعمى وأضل سبيلا..و مادام الامر كذلك سيكون مدخل مقال اليوم من خلال هذا المقال النفيس للمفكر و وزير الشؤون الدينية المرحوم مولود قاسم ” العروبة بدون إسلام جاهلية” و هذا العنوان هو تعقيب خلال أشغال الملتقى 10 للفكر الاسلامي على الدكتور صفوان القدسي مدير مجلة المعرفة و وزير الثقافة و الاعلام السوري حينها – ص 393-…في هذا التعقيب يحذر مولود قاسم من الشعوبية و العنصرية و يدعو الى الوحدة الاسلامية- كان رحمه الله يؤكد دائما في محاضراته و تدخلاته بان ملتقيات الفكر الاسلامي هي لجمع كلمة و وحدة المسلمين و لا مكان فيها بيننا لمن يدعو الى الفرقة و التشتت او الى النعرات الطائفية او العرقية- و اذا كان و لا بد فكل قطر حقه في الافتخار بتاريخه و لكن بدراسته و احذ البر و الدروس و ليس بالعودة الى الجاهلية و الوثنية التي جاء الاسلام لينقدنا و يخلصنا منها و يهدينا الى سبيل الرشاد، و هنا يسرد مولود قاسم مقاطع من تاريخ ابن خلدون و المؤرخ التونسي القدير و الذي كان معجب به كثيرا مولود قاسم و هو المرحوم عثمان الكعاك حول تاريخ الجزائر مع فرنسا منذ عهد” يوغرطا”- كان لسي مولد ابنا اطلق عليه اسم يوغرطا- و هذا ردا على فرنسا التي قالت بان الجزائر ليست امة و جئنا لاسترجاع تاريخنا و ارثنا- ارث روما- و المؤسف كما يقول مولود قاسم ان حتى من هم منا رددوا هذه العبارة قبل ان يستقيم فكرهم و سيرتهم و حملوا امانة النضال ضد فرنسا و منهم فرحات عباس رحمه الله.
لكن المؤسف ايضا و هذا الذي اغضب مولود قاسم و اشار اليه عدة مرات في ملتقيات الفكر الاسلامي و بالخصوص اذا تم التطرق للقضايا التاريخية، ان صحفي كبير و له شهرة واسعة بدولة عربية شقيقة وكان يقصد مصر و الاستاذ حسنين هيكل رحمه الله يقول نفس الشي بجريدة الاهرام اواخر يونيو سنة 1965– اي زمن عبد الناصر ! – و هو ان الجزائر لم تكن كدولة و لم يكن لها وجود كأمة في التاريخ رغم ان المراجع الفرنسية للباحثين الموضوعيين و بالارشيف الفرنسي نفسه دليل قاطع يوثق للعلاقات الدبلوماسية التي كانت بين فرنسا و الجزائر منذ القرن 16 و نفس الشيئ بين الجزائر و الولايات المتحدة الامريكية بل و يتأسف مولود قاسم كيف ان الجزائر كان اول دولة تعترف بالثورة الفرنسية و تقدم مساعدات لفرنسا و لكن كل ذلك جاء باثر عكسي تنكرت له فرنسا و عملت على احتلال الجزائر سنة 1830 مع مقاومة شديد و مستمرة و ان كانت متقطعة زمنيا حتى توجت بالثورة 1954 المباركة، و كل هذه الدماء التي سالت في مفهوم مولود قاسم هي دماء جزائرية و باسم الاسلام و بالإسلام استطاعت ان تحقق النصر والاستقلال وليس بالانتماء العرقي او القومي الذي يبقى جزءا من التاريخ و لكن ليس هو كل التاريخ.

يتبع

مقالات متشابهة