18 يونيو، 2020
الحوار الجزائرية
أراء مساهمات

مفاتيح الفهم

مفاتيح الفهم

كل الأنبياء والرسل

بقلم: لخضر رابحي
جاؤوا من عمق معترك الحياة، فداود عليه السلام كان جنديا في جيش طالوت، ماهر بالرماية، وموسى عليه السلام تربّى في قصر الملك فرعون، وإبراهيم عليه السلام نبي رحالة من فلسطين إلى العراق إلى الحجاز إلى مصر، وصاحب سجالات الحوار في قصر الملك بالعراق، وزكريا عليه السلام كان نجارا، وعيسى عليه السلام رعى الأغنام في الجليل، ومحمد صلى الله عليه وسلم تاجر وهاجر وخالط ، وكانت له سجالات مع حكومة مكة “دار الندوة”، ومشى في الأسواق ودخل مواسم الحج وزار القبائل اختلطوا بالقصور ومواطن الحكم وتفاعلاته، وحضروا في الشوارع الجماهيرية العامة “يوم الزينة ” وفي العواصم، فلم يبعث نبي في القرى الهامشية أبدا، تاجروا رعوا الأغنام مارسوا المهن، ومع الأسف صوّرهم بعض الوعاظ مشايخ تدريس وتعليم يعلمون الناس الصلاة والوضوء، وذلك أشرف ما بعثوا به بعد التوحيد، صوّروهم حالة سكون وجلوس فوق الكراسي
يعيشون بين ثنايا الكتب وتضاعيف الصحائف، أو هم أشبه بجمعية لمحو الأمية، ومن قرأ القرآن عرف أنما صُنعوا تحت عين الله في معترك الحياة وتفاعلاتها وأحداثها الكبرى ليكونوا موجّهين من موقع اقتدار، وما مصيبتنا اليوم إلا من فقيه صحف وشيخ محنّط معزول لا يعرف مفاتيح الدنيا ولا فكّ شيفرات الواقع وتناقضاته “وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام
ويمشون في الأسواق”.

مقالات متشابهة