2 يونيو، 2020
الحوار الجزائرية
اخبار هامة الحدث وطني

الجزائري في حيرة بين الأضحية والدخول المدرسي

 زبدي: تعميم الأسواق النظامية ضرورة للتحكم في الأسعار

 مع بداية العد التنازلي لعيد الأضحى المبارك تشهد أسواق بيع الأضاحي هذه الأيام ارتفاعا ملحوظا مقارنة بما كانت عليه في الأيام الماضية، ما جعل الكثير من المواطنين في قطيعة مع عملية شراء الأضحية خاصة بعد تبخر حلم المواطن بإيجاد أضحية يتناسب سعرها وقدرته الشرائية.

تدهور القدرة الشرائية للمواطن الجزائري الذي لم يعد قادرا على تحمل المزيد من المصاريف التي كلفته الكثير في موسم الصيف ومناسباته ثم التفكير في الدخول المدرسي جعلته يعيد ترتيب الأولويات، لتحل الأضحية ضمن القضايا الثانوية للعائلة البسيطة كون أسعار هذه الأخيرة أعلى بكثير من قدرات هذه العائلات حتى وإن كانت أسعارها منخفضة مقارنة بالعام الماضي، ليحل التفكير في توفير كل مستلزمات السنة الدراسية للأولاد ضمن أولويات هذه الأسر في ظل الارتفاع الكبير الذي تشهده سوق المستلزمات المدرسية والتي من المتوقع أن تحرم الكثيرين من شراء أضحية العيد.

 

  • أسعار الأضاحي ستلتهب في الأيام القليلة القادمة

أكد رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك، مصطفى زبدي، أن سوق الأضاحي هذه الأيام يشهد ارتفاعا ملحوظا مقارنة بالأيام القليلة الماضية، مضيفا أن إيجاد أضحية بقيمة 25 ألف دينار جزائري بمثابة الحلم.

وثمن مصطفى زبدي الإجراءات التي اتخذتها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري من خلال إقامة 23 موقعا مخصصا للبيع المباشر لكباش عيد الأضحى في المدن الكبرى على غرار الجزائر العاصمة وعنابة وقسنيطنة ووهران، مضيفا أن هذه النقاط لا تكفي لتلبية متطلبات السوق والتي تحتاج ما يقارب 4 ملايين أضحية. وقال ذات المتحدث إن هذه النقاط ستسمح بمراقبة الأسعار إلا أنها لا تكفي لسد حاجة السوق في ظل منع تجار الماشية الذين لا يحوزون على بطاقة موال من التنقل لبيع أضاحيهم، مما سيخلق أزمة عرض ستؤدي لا محالة إلى التهاب أسعار الأضاحي في الأيام القليلة القادمة -يضيف زبدي-.

وطالب زبدي السلطات المعنية بضرورة السماح لهؤلاء التجار بالتنقل لبيع الأضاحي، وذلك بصفة مؤقتة إلى غاية تعميم مبادرة أسواق البيع النظامية، مشيرا إلى الإقبال الضعيف على شراء الأضاحي مقارنة بالسنوات الماضية، مرجعا هذا التراجع إلى القدرة الشرائية التي أثقلت كاهل العائلات البسيطة وتخوف الكثيرين من الأضاحي غير السليمة، بالإضافة إلى المصاريف التي تنتظر هذه العائلات في الدخول المدرسي القادم.

وتوقع المتحدث ذاته أن تتراجع نسبة الأضاحي غير السليمة بفضل الحملة التحسيسية التي أطلقتها الجمعية والتي أدت إلى تراجع العديد من الموالين لاستعمال حقن وأدوية التسمين.

وفي سياق متصل، أرجع بعض مربي المواشي هذا الارتفاع إلى غلاء أعلاف الماشية، بالإضافة إلى التكلفة الكبيرة الناتجة عن أعباء تربية هذه الأغنام.

 

  • الموالون يتحايلونحقن وأدوية مجهولة لتسمين الكباش

 

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك تزداد مخاوف الجزائريين من عودة سيناريو الأضاحي الفاسدة التي دفعت بالعديد من العائلات الجزائرية وأصحاب القصابات إلى التخلص من لحوم هذه الأضاحي في العام الماضي، ويلجأ الكثير من التجار والموالين إلى أساليب جديدة لتسمين ماشيتهم، فالحقن والأدوية التي تخلط بالأعلاف من بين أهم الحيل التي تعود عليها بعض الموالين لاستغلال عيد الأضحى كفرصة للربح السريع، فيستغل هؤلاء الأيام القليلة المتبقية من عيد الأضحى لتسمين الكباش بهدف جلب أكبر عدد من المشترين.

وفي هذا السياق أكدت الدكتورة مريم حميدي، أن الحقن والأدوية التي يستعملها الموالون لتسمين كباشهم تسبب أضرارا كبيرة بصحة مستهلك هذه اللحوم، وقد تصل إلى أمراض قاتلة بسبب هذه المواد الخطيرة وغير المعروفة.

 

  • المشاركة في الأضحية عادة جديدة لضعيفي الدخل    

 

يتطلع الكثير من المواطنين الجزائريين لاقتناء أضحية العيد وإدخال الفرحة لقلوب أبنائهم لكن غلاء سعر هذه الأخيرة وتزامن العيد مع الدخول المدرسي قد يلغي كبش العيد من أجندة العديد من الأسر الجزائرية هذا العام، أو يجعل عددا منهم يبحث عن حل آخر لتعويض هذه الأضحية كالاشتراك في أضحية واحدة، وهي طريقة متداولة بشكل كبير خاصة في السنوات الأخيرة الماضية، حيث يجتمع الإخوة أو الجيران على اقتناء عجل يقتسم فيما بينهم بالتساوي، ظاهرة أخرى عوض بها ضعيفو الدخل كبش العيد وهي اقتناء الماعز الذي وإن قل ثمنه يبقى الحل الوحيد لكثير من العائلات التي تسعى للاحتفال بالعيد وإسعاد أبنائها، لتصبح بذلك رؤوس الماعز والأبقار منافسا قويا للكباش نظرا لانخفاض أسعارها من جهة وفوائدها الصحية من جهة أخرى.

 

سمية شبيطة.

مقالات متشابهة