10 يونيو، 2020
الحوار الجزائرية
وطني

رسالة مفتوحة….انقلاب 19 جوان 1965 .. دروس وعبر

معمر حبار

كتب العام الماضي صاحب الأسطر بتاريخ الجمعة 02 رمضان 1436هجري، الموافق لـ 19 جوان 2015، مقالا بعنوان ” انقلاب 19 جوان 1965″، ودون سعيا منه يكتب عن نفس الحدث، وفي نفس اليوم.
الدرس الأول الذي يسعى إليه الجزائري، أن لا يتكرر الانقلاب مرة أخرى، مهما كانت الدواعي والأسباب، فإن الانقلاب داء استشرى وتكرر، وعلينا وضع حد له.
لن نقف مع أحد ضد أحد ولن نميل لأحد، وكل قد أفضى لربه بما يحمل وحمّل. فالساسة جميعا ودون استثناء، لا ملّة لهم ولا دين، يتغيّرون حسب المواقع والمصالح. والمثقف النيّر يترك مسافة شاسعة بينه وبين أهواء الساسة التي لا تنقطع، وليس لها قرار.
الانقلاب مذموم، سواء كان لأسباب دينية، أو أغراض شخصية، أو أطماع خارجية، أو دفاعا عن الوطن، أو ضد جهة معارضة للحكم القائم.
ويبقى مذموما مهما كانت نية الانقلابيين حسنة، سواء تعلق الأمر في الوسيلة أو الغاية، أو التوقيت، أو التبريرات المستخدمة.
إن الاعتراف بأن انقلاب جوان 1965، ليس تصحيحا ثوريا، يستوجب إعادة الاعتبار لمن كان ضحية ذلك الانقلاب، وإذا تطلب الأمر يستوجب أيضا تعويض الذين تضرروا.
تسميتنا لانقلاب 19 جوان 1965 بأنه انقلاب، لايعني إطلاقا الوقوف بجانب بن بلة بالمجان، أو الوقوف بجانب بومدين بالمجان.
الوقوف مع الرئيس المنتخب مهما اختلفنا مع وجهة نظره. والوقوف ضد قائد الانقلاب ولو كان القائد المصلح. فلا يمكن بحال الوقوف لجانب الانقلاب، بحال من الأحوال.
إن الاستمرار في الانقلابات وبأشكال مختلفة، يدل على أن ثقافة الانقلاب ما زالت سائدة رائجة في المجتمعات المتخلفة.
إن الانقلاب ثقافة تقودها الأحذية الخشنة، وتبرر لها الأقلام الناعمة، وتفتي لها العمائم التابعة. فمشكلة الأمة في صناعة التبرير للأحذية الخشنة والدعوة لتثبيت أركانها، وليس في الانقلاب بحد ذاته.
الثقافة المواجهة للانقلاب، تعتمد على احترام الإنسان كإنسان، خاصة حين يكون منتخبا، ولا تقدس أبدا قادة الانقلاب والداعين له، لأن ذلك لايندرج أبدا ضمن احترام الإنسان وتقديره.
والمجتمع مطالب بأن يعلّم أبناءه رفض الانقلاب بكل أشكاله. ويتعلم الطفل في البيت والمدرسة، ويلقن ذلك في مؤسسة العمل، والمسجد، والملعب، وبيوت الثقافة والنشر، والبلدية، والدائرة، والولاية، والوزارة، والسفارة، وفي كل نواحي الحياة، لعلّ ذلك يخرج لنا مجتمعا يحترم المخالف، ويدافع عن المضطهد ظلما ولو خالفه الرأي، ويقف في وجه قادة الانقلاب، ولو وافقهم الرأي والمنهج.

مقالات متشابهة