28 يونيو، 2020
الحوار الجزائرية
اخبار هامة الحدث وطني

في حال استمرار انتشار وباء كورونا.. يوسف بلمهدي لـ “الحوار”:

في حال استمرار انتشار وباء كورونا.. يوسف بلمهدي لـ “الحوار”:

  • لن نصلي العيد في المساجد 
  • نحننتابع تطورات ومستجدات الحج أولا بأول
  • مشروع الأوقاف سيكون بالتعاون مع وزارة المؤسسات الصغيرة
  • الالتزام بالحجر سيعيد فتح المساجد وإقامة صلاة الجماعة
  • نثمن صدور قانون تجريم التعدي على الإمام وأماكن العبادة
    أجاب وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، عن التساؤلات التي تشغل بال المواطن الجزائري اليوم مع اقتراب الشهر الفضيل وتواصل تعليق صلاة الجماعة، واعتبر بلمهدي في هذا الحوار أن التعليق سيطال صلاة التراويح وصلاة العيد أيضا إن لم يلتزم المواطن بالحجر الصحي، مؤكدا أن أبواب المساجد لن تغلق وستواصل نشاطاتها عن بعد في خدمة الدين والوطن، كما تحدث بلمهدي عن صندوق الزكاة والحج الذي لا يزال مصيره متعلقا بزوال جائحة فيروس كورونا.

الحديث عن انتشار وباء كورونا يجرنا مباشرة إلى التساؤل عن دور الإمام في توعية المواطنين خاصة أننا سجلنا غيابه فأين كان الإمام ووزارة الشؤون الدينية في بداية الأزمة ؟
الإمام لم يكن غائبا والذي كان غائبا هو التقييم الإيجابي للإمام والتقييم المنصف والموضوعي، أما الإمام فموجود بثقله باعتباره قوة تجمع الخيرين من المدينة وهو مرافق لحركية المجتمع بداية من الحي وانتشارا في الوسط الأوسع من ذلك وعندما حلت جائحة كورونا تعامل الإمام بشكل إيجابي ولا يمكن الحديث عن المنتقدين والمشوشين.
والذين جمعوا الناس في مقابلة كرة قدم في اسبانيا كانوا سببا في زيادة الوباء وقفزت الأرقام بشكل رهيب لكن استجابة للعلم الأئمة سألوا عن خطورة الوباء وطريقة انتشاره وقاموا بخطوات احترازية بالتدرج.

قراركم بتعليق صلاة الجماعة والجمعة ولد ردة فعل بين مرحب بالقرار وبين من قال إن الوزارة تأخرت في إصداره حدثنا كيف تم اتخاذ القرار الأول في تاريخ البلاد خاصة وأننا سمعنا أنك امتنعت عن التوقيع عليه ؟
الشيء المؤلم أن القرار محزن ومن يرضى أن يكون في هذا الوضع الذي لا نحسد عليه، كما أن اتخاذ مثل هذا القرار يحتاج للشجاعة والتضحية بالبعض لإنقاذ الكل، واتخذنا هذا القرار بناء على رأي الأطباء ولم نكن استثناء فالعديد من دول العالم قامت بتعليق صلاة الجماعة ومن يقول بأن الوزارة تأخرت فهو مخطئ، نحن سبقنا هيئات عالمية في إصدار الفتوى ولكن اندمجنا مع بعض جميعا، والقرار ليس موضوع سباق بل معطيات والسلطة بدأت بالتدرج في مواجهة وباء كورونا بدءا بمنع رحلات معينة ثم غلق الحدود وفق معطيات معينة.
في البداية كانت هناك ردة فعل لأساتذة جامعيين وضعوا تعليقاتهم في غير مكانها وللأسف تم استغلالها للنيل من السادة المشايخ والفقهاء.

ألا ترى أنه من الضروري أن تكون للجزائر هيئة إفتاء عليا ؟
بعد كورونا ستتغير الجزائر إلى الأحسن، ووزارة الشؤون الدينية ستعرف التغيير أيضا وكمؤسسة دينية المشروع موجود وينفذ جانبا من الفتوى والمواطن في الأغلب يسأل الإمام، كما أن هناك مجالس عليمة لا يعرفها المواطن فيها دكاترة وأساتذة وشيوخ زوايا وعلماء وفيها أئمة من ذوي الكفاءات ونملك أئمة بمستوى ماستر ودكتوراه.

* ألا تعتقد أن هناك إقصاء لبعض القامات خاصة بعد إصدار الوزارة لقائمة أسماء مسموح لها بالظهور الإعلامي والتوعية عبر وسائل الإعلام ؟
تدخلنا كان بسبب بعض التهريج في بعض البلاتوهات، فبعض الضيوف كانوا يغردون خارج السرب، وهناك من لا يفهم حتى الوضعية العامة ويتحدث في غير ما يعرف، ولذلك ارتأينا أن نوجه الإعلاميين نحو 95 اسما نثق فيهم وأطلقنا عليها مسمى القائمة الأولوية، كما ودعونا الأئمة إلى المشاركة في التوعية عبر الإذاعات المحلية والمشاركة مع كل مراسلي الصحف والقنوات ولا أرى فيها أي تضييق ومن يتم دعوته في وسائل الإعلام نؤهله لينخرط ضمنيا في منظومة مكافحة الوباء كمؤسسة وزارية ودينية نحن لا نحجر على أحد بل نقلل من الفوضى.

سيستقبل الجزائريون شهر رمضان المبارك، كيف سيكون موقع الإمام والمسجد في الشهر الفضيل مع الحجر وتعليق صلاة الجماعة ؟
نحن في مواجهة فيروس خطير وحرب بمعنى الكلمة سواء كان طبيعيا أو حرب بيولوجية بدون الدخول في التفاصيل هناك جيوش نزلت للشوارع وترسانة من قواعد الأمن تتحرك وحرب اقتصادية وأجهزة كبيرة تمارس عملها لتقليل انتشار الوباء الذي بإمكانه قتل الآلاف في اليوم الواحد ونحن نتابع إحصائيات العالم.

* ما هي البدائل التي اتخذتها وزارة الشؤون الدينية؟
سطرنا برنامجا “بديل”، مخصص لشهر رمضان، في ولاية واحدة مثلا هناك6000 منصة للأئمة موجهة للمواطن، نحن موجودون في الفضاء الأزرق والانترنت وستكون هناك مسابقات لحفظ القرآن وتلاوته ونشاطات أخرى مرافقة اجتماعية وتضامنية، وفي العاصمة أشرفنا على توزيع 30 ألف قفة وسيتم فتح مطاعم لإطعام السلك الطبي في خمس مستشفيات تتكفل بهم مدرسة قرآنية، كما لدينا نشاطات لتوزيع القرآن الكريم ومرافقة المتواجدين بالحجر الصحي.

* وماذا عن صلاة التراويح والحديث عن صيام الشهر الفضيل وإفطاره ؟
تحدثنا مع البروفيسور جمال فورار وسألناه عن الصيام وقال إنه لا علاقة بين الصيام وانتشار الفيروس وأصحاب الرخص بإمكانهم الإفطار، وبالنسبة للتراويح لسنا بمعزل عن العالم وعديد من علماء العالم الإسلامي أقروا بذلك وبما أننا علقنا صلاة الجمعة التي هي فرض يمكننا أن نعلق صلاة التراويح التي هي سنة ريثما يرفع الله تعالى علينا هذا الوباء وسنذهب إلى الدعاء لرفع البلاء.

المساجد لدى الجزائريين ليست مكانا للعبادة بل لها أبعاد أخرى وخصوصية كبيرة وهم الآن بعد تعليق صلاة الجماعة، الجزائريون اليوم يتساءلون عن مصير صلاة العيد ومنهم من يطالب بتأديتها في الملاعب والأماكن العامة؟
طلبنا من المواطنين أن يسألوا أهل الاختصاص، وألا يحكموا قبل السؤال، ومن حق الناس أن يستفسروا عن صلاة العيد لكننا نحن نملك المعطيات، والتساؤل المطروح كم نملك من ملعب وهل يمكن للناس أن يتباعدوا في الملعب؟ الأمر ليس عمليا ومع بقاء الوضعية على حالها لا قدر الله، هناك لجنة تقرر وإذا رفع الله عنا البلاء يمكننا أن نصلي العيد في المساجد وعلينا أن نحترم الحجر، فالمواطن مسؤول بالدرجة الأولى عن العودة إلى الصلاة الجماعة، وعن إعادة فتح المساجد باحترامه للحجر الصحي.

الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية تكلم عن صندوق الإعانات بكورونا وأعلنتم بأن الصندوق ساهم بمبلغ معين هل يمكننا معرفة قيمة المساهمة ؟
ساهمنا بنسبة تقدر بحوالي 2 بالمائة من الصندوق الوطني والولايات وكلها حولت لهذا الحساب قد تصل إلى ثلاثة ملايير أو أكثر.

وزير العدل ناقش قانون العقوبات الخاص بتجريم خطاب الكراهية والاعتداء على الإمام، هل تم استشارتكم لضبط العقوبة ؟
نحن شركاء في المشروع لكن الأمر النهائي للجنة القانونية التابعة لوزارة العدل ونحن شاركنا في صياغة العمل منذ فترة ورئيس الجمهورية عجل في طرح المشروع.

كيف وصلنا إلى ظاهرة التعدي على الإمام في مجتمعنا المعروف باحترامه للإمام ؟
الاعتداء على الإمام ليس ظاهرة بل هي حالات معزولة، والقانون يتكفل بالإمام وتم سجن معتدين ومعالجة آخرين واليوم طالبنا بتشديد عقوبة الاعتداء على الإمام والتعدي على أماكن العبادة.

تحدثتم على أن أموال الزكاة ستوجه لإنشاء مؤسسات مصغرة من المستفيد أو المعنيون بهذا الموضوع؟
كنت ضمن من قاموا بوضع مشروع الصندوق الوطني للزكاة وعندما باشرنا العمل وبدأ يعلو شأنه فكرنا في موضوع الاستثمار في القروض الحسنة وأنشأنا 80 ألف مؤسسة مصغرة ثم جمد المشروع لإعادة النظر في تطويره ولم نفكر في بعثه ولنا اليوم مشروع الأوقاف الذي سنطلقه بالتعاون مع وزارة المؤسسات الصغيرة وسنقدمه للحكومة مع النظر في إمكانية تحويل المشروع إلى ديوان خاص بالأوقاف والزكاة.

الحج مهدد بالتأجيل كيف تتعامل الوزارة مع الملف ؟
نعلم أن العمرة علقت منذ أشهر والحج قد يلقى نفس المصير، ونحن على تواصل مع الأشقاء في المملكة حول المستجدات، والمعلوم أن وزارة الحج في المملكة العربية السعودية أرسلت خطابا إلى كل الهيئات الدينية في العالم الإسلامي دعتهم فيه إلى التريث وعدم إجراء العمليات النهائية حتى التحقق من التخلص الكلي من فيروس كورونا، ونرى أن الأرقام كبيرة في المملكة، الموضوع لا يزال رهين الوباء وإن انتهى الوباء سنحج ومن خرج في القرعة وإذا لم يحج هذا العام سيكون من الحجاج في العام القادم إن شاء الله.

مقالات متشابهة