18 يونيو، 2020
الحوار الجزائرية
وطني

إلى السيد الرئيس….” الشطحة اللي في الرأس ما قدوهاش الكرعين”

سيدي الرئيس، يبدو أن ” الشطحة اللي في الرأس، ماقدوهاش الكرعين”، ويبدو أن الحلم كان كبيرا في أن تنفلت الجزائر من حكم الأوليغارشية والتسلط، وتتمرد عن المنطق الإفريقي المتخلف التابع. لقد خضت حربك ضد مناوئيك وخصومك، بعد أن سلّمك الشعب القيادة واثقا فيك أملا، وكنت حكيما ماهرا في “محاولتك” إرساء معالم المشروع الديمقراطي، متجاوزا في كل مرة الصعوبات والعوائق، سواء تلك التي تعلقت ببنية السلطة وتطرف بعض نافذيها، أو ما تعلق بضحالة ثقافة الديمقراطية لدى المواطن أو من ينوبه ويتكلم باسمه، أو حتى في مواجهة محاولات الخارج  لضرب جهود الإصلاح وتثبيطها.

سيدي الرئيس، نحن نقدر طموحك في قيادة مسار إحلال الديمقراطية، وتمدين الحياة السياسية، وتسجيل الحضور التاريخي لشخصكم الكريم المحترم، وقدّرنا يوم “مساسك ” للدستور في 2008، وترشحك في 2014، أنه يندرج  في إطار مصارعة تيار الاستمرار، وفسرنا تعييناتك لبعض من يريد السطو على ثوابت الأمة على أنها مناورات واسترضاء لبعض الجهات الداخلية والخارجية،  وغضضنا الطرف على سفاهات تلفظ بها بعض من يحسب عليك على أساس أنها إلهاء وإحياء لصراعات لطالما تغذت بها السلطة، وانتظرنا ولا زلنا ننتظر  – كمواطنين – دستورك طويلا، علنا نشارك من خلاله في تنمية البلاد والتمتع بالحرية بعيدا عن الخوف، لكن ومن خلال تزاحم قضايا الفساد (الخليفة، سوناطراك، الطريق السيار… وما خفي ربما أعظم)، وذهول القضاء في معالجتها، وتشعب الفساد وامتداد خيوطه إلى أن يكون قاب قوسين أو أدني من حضرتكم، وتوالي نيران” الحرب المحدودة ” بجوار حقول النفط رادعة تقدمك، واستدعاء خصومك للتاريخ من أجل ضرب الهوية والإجماع، والتشكيك في المصالحة وإنجازاتها ورمزيتها، ومرافعة بعض الإعلام القوي ضدك، حتى لم يبق في البلد شيء جميل يذكر، وسريان عدوى الصراع حتى وصلت مؤسسات الدولة الرسمية والتنظيمات المدنية فارتبكت، كل هذا التناقض دفعنا للتساؤل حول مصير الجزائر وأين تتجه؟

سيدي الرئيس قد يكون مخاض مولودك عسيرا، وآلامه موجعة، وقد تفجعنا إن نحن استمرينا في مسايرتك، في أملنا (الجزائر)، فلقد تأخر موعد الولادة كثيرا، أو قد يولد الجنين ميتا، أو ربما يكون خصومك قد أجهضوا المشروع، وما نراه سوى مظاهر لحمل قد انتهى، وأن قاعدة أولوية العسكري على السياسي ما زالت قائمة ويا بوزيد ما غزيت، وقد لا تزال أمامك مبادرة الأفافاس كحل وسط يسوي بينكما، ويعيد عقارب الساعة إلى الصفر والصلح خير.

مقالات متشابهة