23 يوليو، 2020
الحوار الجزائرية
مساهمات

ذكريات على الرصيف

خرجت أسابق الأرجل وفي جيبي قطع خبز أمي، توقفت لساعات في الطريق حتى أحصل على وسيلة نقل.. ولكن بدون جدوى لم يكن الأمر ممكنا تماما، حتى الصقيع فعل فعلته بنا، يهاجمنا كل صباح بطبقاته الزجاجية على مخلفات المياه في الطرق والحذر ثم الحذر من الانزلاق مشيا فإن نجوت من سقطة مرعبة لن تنجو من ضحكات الزملاء لمدة أسبوع أو شهر كامل.

هكذا هو صباحنا يوميا جميل جدا لولا المطر حيث لاتنفع معه المطارية، ناهيك عن الطين الذي تحدثه الأمطار في الطرق والأودية، كان الحل الوحيد(ليبوط) كم رافقني بطوله أشهر عديدة، كان هذا الحذاء علامة فارقة في تحدي الطين والأمطار لولا منظره المرعب وأنت تدخل قاعة الدرس وكأنك كنت في مهمة تحت الأرض.

في الربيع أجواء الصباح خيالية ترافقك الزهور على مسافة الطريق تتلون حسب المكان ولكن لايمر وقت كبير حتى تفقد الإحساس بأصابع الأرجل أو الأيدي، كنا نصبر أنفسنا بالنفخ في الأيدي وهي مغلقة أو نحرق بعض أوراق الكراريس والكتب غير المهمة، أما إن أشعل أحدهم نارا فكانت تلك جنة وأنت على الرصيف تنتظر أحدهم يمر بالخطأ في طريقه إلى الثانوية. بمرور الوقت تعودنا أن نقطع مسافة 15كلم أو أكثر راجلين وفي بعض الحالات ذهابا وإيابا ..على الظهيرة تدافعنا عند المخبزة بصعوبة بالغة أخذت خبزة حارة جدا كحرارة الخبر المفرح الذي وصلني للتو قال لي فرررجت ياسعد لقد وجدنا…….يتبع.

مقالات متشابهة