17 مارس، 2020
الحوار الجزائرية
مساهمات

رسائل رمضانية

شهر الصيام فرصة لا تعوض للمؤمن كي يثور ثورة حقيقية على الروتين الذي عودته نفسه عليه، فكبّله عن الانطلاق نحو الإبداع الإيماني والروحي والفكري والعملي:

فالروتين مكبّل

والروتين حاجز

والروتين مانع

والروتين مثبط

والروتين خادع

– والروتين ممل

والصيام في حقيقته ثورة على كل أنواع الروتين، حيث يحلق بالمؤمن في آفاق التجديد الرحبة على كل المستويات الإيمانية والروحية والفكرية والأخلاقية والمعاملاتية والعملية.

فمن أول مفاتيح النجاح الرمضاني أن تثور المؤمن ثورة حقيقية قوامها العزم والإرادة والمبادرة، على كل أنواع الروتين التي تعاني منها، وتستشعر أنها تشدك إلى الحضيض دائما، وتثقلك إلى الأرض، وتضعف همتك، وتأسرك في مربع العادية بشكل دائم، وتبقيك متواضع الطموح في بلوغ المرتجى في طاعتك وعبادتك وإقبالك وتحررك من قيد ذنوبك وتقصيرك، وتعطيل توفيقك في حياتك كلها.

فأعزم على ذلك، وأبدأ عمليا، وبادر فأنت قادر، فأجواء الشهر مساعدة، ونفحاته دافعة، وأنواره كاشفة، وهدايا الله عز وجل وأنواله فيه لعباده المؤمنين مغرية، وسوف تجد لذة لذلك ما بعدها لذة، وراحة ما بعدها راحة، وطمأنينة ما بعدها طمأنينة، تغريك إيجابيا بالمواصلة والاستمرار، ورفع السقف وزيادة مستوى الإقبال، حتى تتخلص منها جميعها، وتكسر قيودك قيدا قيدا، كي تكون في النهاية حرا طليقا معتقا واقفا على المنصة مع المتوجين بالقبول والوصول، وتكون قد نجحت فعلا في أن يكون رمضان شهر التغيير نحو الأفضل لديك، تتلمس أثار ذلك الطيبة وثماره اليانعة في حياتك كلها، بعدما استطعت أن تثور على روتينك الذي كان مكبّلا لك.

جمال زرواي

مقالات متشابهة