13 يوليو، 2020
الحوار الجزائرية
وطني

هكذا رأى إعلاميون الاحتفال بمناسبة عيد المرأة

الصحافي والمصور أحمد محمود:

“ افتخري واعتزي بنفسك”

رغم التكريمات والاحتفالات التي أقامتها بعض المؤسسات الإعلامية، إلا أن هذه المناسبة تظل من أكثر المناسبات المثيرة للجدل حتى في الوسط الإعلامي، حيث كانت ردود الفعل متباينة بين مؤيد ومعارض من الإعلاميين، الذين عبّروا بها لجريدة “الحوار”، وكذلك  من خلال تفاعلاتهم عبر صفحاتهم في برامج التواصل الاجتماعي.

الصحافي والمصور بقناة “النهار”، سرعان ما أبدى اعتراضه على الاحتفال بالمناسبة في مجموعة “ميديا سبايس”، ليصرح لـ”الحوار” أنه يرفض مبدأ الاحتفال بالمرأة ليوم واحد، حيث يعتبر أن التكريمات معظمها شكلية ولا تخلو من النفاق والنظرة الدونية لها، والتي تكمن في اعتبارها لدى البعض مجرد نزوة وشهوة، كما أن الأكثرية تراها آلة يمكن استغلالها في أعمال البيت وتربية الأطفال لتتحول في باقي الأيام عند بعض أصحاب المؤسسات إلى موظف يمكن استغلاله بأبخس الأثمان، ناهيك عن التحرشات والمساومات. أما عن رسالته التي يريد توجيهها للمرأة عبر جريدة “الحوار”، فذكر فيها أن المرأة هي أمه وأخته، مضيفا” افتخري واعتزي بنفسك فأنت كيان خلقه الله وجاد عليه بالفطنة والذكاء والجمال ولست شجرة جامدة يحتفل بك المنافقون في ذكرى محددة وبعدها ينسون حتى ضرورة سقي تلك الشجرة، لا تكوني للرجل نصفا، بل أنت الكل وأنت الأصل….”

الصحافي عبد الرزاق نزار:

المرأة في حد ذاتها عيد

الصحافي عبد الرزاق أيضا، ذكر لنا أنه يرى أن المرأة في حد ذاتها عيد، فهو لا يحب أن تذكر المرأة في يوم فقط لأنه استصغار لها. كما أضاف أيضا “المرأة هي النفس الذي نستنشقه كل يوم، وهي الأمل وهي تلك الصورة المشعة، فكيف لنا أن نخصص لها يوما واحدا فقط ، ونحصر عيدها فيه؟، فكل أيام السنة هي عيدها وكل ثواني الزمن حياتها، ورغم كل هذا يجب مواكبة ما تم طرحه، فهي عادة و تقليد دولي. فقط طريقة الاحتفال بهذا العيد تشوبها العديد من السلبيات، فلا يجب أن نكسر أو ننقص من قيمة المرأة، بل يجب أن نعطيها تلك الرمزية، وتلك المكانة التي تليق بالمرأة خاصة الجزائرية، التي ما فتئت تقدم الكثير، سواء على مستوى الأسرة أو الوطن الغالي الجزائر….”.

 

إسلام عريس لـ”الحوار”:

المرأة أعظم من أن يحتفل بها في يوم واحد

من جهته الشاب ومقدم البرامج في قناة “النهار”، إسلام عريس، صرح لنا أنه ضد الاحتفال بعيد المرأة، حيث اعتبر أن المرأة  أكبر وأعظم من أن يحتفل بها في يوم واحد، حيث ومن وجهة نظره هي مدخل لأبيها إلى الجنة  إذا أحسن تربيتها كما ذكر، ومن وجهة نظره مستوحاة من التراث الديني، إنها نصف دين الرجل، كما أن الجنة تحت قدمها إن صارت أما، وهذا ما يجعله يعتقد أن الاحتفال بهذا اليوم ظلم في حقها لأنه شبيه بفكرة الاحتفال بيوم واحد بعيد الشجرة والفراولة وغيرها.

 

مراسلة الحرب ناهد زرواقي:

المرأة حققت انتصارات في كل المجالات

ذكرت لنا ناهد زرواطي، بطلة الميدان الإعلامي الحربي في الجزائر، أن اليوم العالمي للمرأة إذا اعتبرناه عالميا، فهو على الأقل التفاتة إنسانية طيبة للتذكير بها ولمعايدتها، فهو بالنسبة لها شبيه بعيد الأم، والأم مقدسة لدينا طول السنة، ومع هذا فهو لا يمنعها أن نعايدها ونقيم لها حفلا. أما إذا اعتبرناه مناسبة في الجزائر، فأردفت أنه من وجهة نظرها لم نصل له بعد، كما لم تصل بعض المؤسسات الإعلامية لتكريم حتى في هذا اليوم إعلامياتها…لم نصل إلى مستوى مجتمع لا يرى المرأة مجرد كائن ناقص عقل  دين لا يحق له أن يتقلد منصبا، لم نصل بعد لعيد المرأة الذي يمنح لها حقها فهي مكونة الأمة ومحفزة الهمة، ومع ذلك لا نتذكرها ولا نمن عليها سوى بنصف يوم عطلة، المرأة اكبر من ذلك بكثير.

كما تابعت ناهد قولها، إن المرأة أكبر بكثير من ذلك، كبر ما وصلت إليه، كبر ما حققته في المجالات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية والسياسية والإعلامية والفنية وغيرها، كبر رفعها لعلم بلادها، كبر ترفعها وشموخها، كبر صبرها ومعاناتها داخل الحروب، كبر كل هذه الآهات، أم ثكلى وزوجة تبكي طفل أرضعته، ليروي بدمه تراب باب بيت الطفولة، كبر أخت تساند إخوتها فلقبت بشقائق الرجال، كبر كل أنثى هي كل يوم بصمة، وكل مستقبل شمعة تحترق ليعلو أولادها، وليس فقط اليوم الثامن من مارس…

يظل الاحتفال موضع جدل بين الكثير، خاصة فكرة نصف اليوم التي لا يستلطفها الكثيرون، ولربما البرمجة لهذه المناسبات والدعاية لها كعيد الحب والمرأة والأم وغيرها، هي دعايات ذات بعد تجاري تسوق لأفكار من أجل تنشيط الحراك التجاري، خاصة أن معظم هذه المناسبات تدفع الكثيرين لاقتناء الهدايا.

أما عن قضية المرأة، فعلى الرغم من كل الآراء التي قيلت وتقال في حقها تبقى نظرتها لنفسها هي الفيصل الوحيد في قضيتها الوجودية، فالحرية تؤخذ ولا تعطى، أما التعامل في الحياة فهو كالتعامل في طاولة مفاوضات يحتاج فيه الإنسان بغض النظر عن جنسه أن يقدم لكي ينال ما يريده، أما التاريخ البشري فلطالما لاحظنا من خلال قراءته أن رقي الحضارة دائما يتزامن من سمو مكانة المرأة ودورها كمشاركة فعالة، على غرار التدهور الذي يصاحبه انحصار وجودها في الشهوة والمتعة.

_تفاعلات :

نغتر وتأخذنا العزة بذكوريتنا.. فننسى أو نتناسى أن نسوة ولدننا، فضلهن علينا كبير، ربيننا وعلمننا ولقننا قيم الحياة، إن كن زوجات كان لهن دور مهم في توجيه حياتنا واستقرارها، وإن كن أمهات كن نبع الحنان وملجأ الروح من هموم الحياة وبهجة النفس في مسراتها.

موجودة هي معنا في أدوارنا، في إخفاقاتنا وإنجازاتنا، كتلك اليد الخفية، لها دور في تصويب مسار الحياة وفي توجيهها دون أن يدري أحد.

في طفولتها تفتح لأبيها بابا في الجنة.. وفي شبابها تُكمل دين زوجها.. وفي أمومتها تكون الجنّة تحت قدميها.

نسأل أنفسنا.. هل أسدينا لهذه المرأة كل الشكر وكل الفضل اللازم لها؟

لا.. لم نفعل، فبئسا لهذه الذاكرة الضعيفة التي تتنكر وتتناسى أن المرأة كانت سببا في وجودنا وكياننا، أمًا كانت أو زوجة أو أختا.

أن نخلّد ذكرى عيدهن في يوم واح،د فذلك الإجحاف بعينه.

من صفحة الإعلامي: هشام ميهوبي

سارة بانة

مقالات متشابهة