حراك من نوع خاص
بقلم / أ.محمد قاضي
لقد سجل الشعب الجزائري ألمع الصور في حراك شعبي سلمي حضاري مطلع السنة الماضية ،ملايين نزلت للشارع مطالبة بالحرية ، مدافعة عن الجزائر الجديدة التي لا يظلم فيها أحد ، قويها يساعد ضعيفها ، غنيها يتضامن مع فقيرها ، جزائر حلم بها شهداء الثورة النوفمبرية المباركة ، فاستطاع حراك 22 فيفري أن يجسد أغلب مطالب الشعب دون أن تسقط قطرة دم واحدة ، فكان بحق حراك أبهر العالم .
ومع مطلع السنة الجارية حلت جائحة كورونا COVID-19 ، والهلع الذي مس كل دول العالم وفتك بأعتى القوى ، كورونا لم يفرق بين الحكام والمحكومين ولا بين الدول المتطورة الغنية والفقيرة المتخلفة ، أصاب الحكام والرؤساء ،الفقراء والأغنياء ، أوقف الاقتصادات العالمية ، مما جعل الملايين في العالم تحت خط الفقر وأنذر بكارثة انسانية .
هذا الوباء أصاب الجزائر أيضا فسارعت بدورها بارسال أساطيلها الجوية ، البرية ، البحرية لاجلاء رعاياها في مختلف الدول ، القرار الذي لم تقم به أغلب الدول ، كما أرسلت طائراتها لاستيراد المواد الطبية العاجلة لمكافحة الوباء .
ومع الدور الذي لعبته الدولة الجزائرية في هذه الظروف الصعيبة ، صنعت منظمات المجتمع المدني هي أيضا الاستثناء فتكتلت وتضافرت جهودها ونسقت فيما بينها لتصنع من المحنة منحة ، ضربت أروع الصور في التكافل والتعاون ، فهبت الجمعيات الخيرية لتكمل دور المؤسسات الرسمية في مساعدة ومساندة العائلات الفقيرة والمحتاجة والذين انقطعت أرزاقهم بسبب هذه الجائحة ، فشاهدنا تسابقا لأهل الخير في توزيع القفف والسلل الغذائية على مستحقيها ، ومع الشهر الفضيل سيصنع هذا الشعب صور أخرى من التكافل والتضامن كما عودنا في مختلف المواسم والمناسبات .
بحق هو حراك من نوع خاص .