– جيل جديد: المشاركة في المحليات سيفصل فيه مع الدخول الاجتماعي
– الطلائع: دعاة المقاطعة للمحليات أقل من دعاة المشاركة
تسبب قرار أحزاب المعارضة المشاركة في الانتخابات البرلمانية الماضية في هزات داخل التكتل المسمى هيئة التشاور والمتابعة، والتي انبثقت عن تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي وقطب التغيير الذي يتزعمه رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس، خاصة أن هذا القرار جاء مناقضاً نوعاً ما لسقف المطالب الذي رفعته هذه الأحزاب للسلطات الرسمية للبلاد، وكان مشروع المعارضة من هذا التكتل السعي للقيام بتغيير سلس وسلمي ومتدرج، لتلتحق الجزائر بركب الدول المتطورة ديمقراطيا واقتصاديا.
لكن هذه الخطوة نسفها قرار مشاركة جل الأحزاب المعارضة في الانتخابات البرلمانية الماضية، بدعوى أنها ليست ملزمة العمل بسياسة الكرسي الشاغر، فيما قرار حزبي طلائع الحريات وجيل جديد المنخرطين في هذا التكتل مقاطعة التشريعيات، غير أن المستجدات الأخيرة التي عرفتها الساحة السياسية منذ تشكيل البرلمان غيرت من نظرة المقاطعين للانتخابات إلى حد بعيد على الرغم من ترددها في اتخاذ قرار المشاركة في الانتخابات المحلية القادمة، إلا أن كل المؤشرات الحالية تؤكد أن المقاطعين للتشريعيات الماضية لن يفوتوا فرصة المحليات من اجل المحافظة على استمرار أحزابهم في الحياة السياسية، خاصة أن القاعدة النضالية تلح على المشاركة ما يستدعى من القيادة احترام هذا الموقف.
- المشاورات جارية على مستوى الهياكل
وأكد الناطق الرسمي لحزب طلائع الحريات، أحمد عظيمي، ان تشكيلته الحزبية لم تتخذ لحد الساعة أي قرار المشاركة من عدمه في المحليات المقبلة، فيما أشار إلى تلك المشاورات الجارية على مستوى الهياكل القاعدية للحزب على المستوى الوطني، بعد سلسلة اللقاءات التي جمعت رئيس الحزب علي بن فليس بالمنسقين الولائيين الأسبوع الفارط، الذي دعاهم إلى فتح نقاش في الموضوع مع مناضلي حزبه من اجل تحديد مواقفهم من هذا القرار، في انتظار اجتماع اللجنة المركزية التي ستفصل في المسألة بكل ديمقراطية وشفافية كونها سيادة الموقف كما كان حل القرار الذي اتخذته في تشريعيات الرابع ماي الفارط، يضيف المتحدث. وقال عظيمي في حديثه لـ “الحوار” إن اللجنة المركزية للحزب ستجتمع بتاريخ 26 أوت القادم بعد تقييم تقارير المشاورات الجارية على مستوى هياكل الحزب، ومن ثم سيتم اتخاذ القرار الصائب بكل حرية ووفق ما ستفرزه الانتخابات التي ستنظم يومها للفصل بشكل نهائي في الموضوع، فيما أشارت مصادر “الحوار” إلى ان بن فليس يهدف الى المشاركة في ألف بلدية عبر الوطن.
هذا وأكد الناطق الرسمي لحزب طلائع الحريات أن “دعاة المقاطعة من مناضلي التشكيلة السياسية المعارضة اقل من دعاة المشاركة” مقارنة بالاستحقاقات الماضية، أي التشريعيات الفارطة، بدعوى اختلاف طبيعتها، و”هذا على ما يبدو مؤشر قوي على رغبة الحزب في المشاركة في المحليات القادمة بعدما أن أدرك ربما أن سياسة الكرسي الشاغر لن تخدم تشكيلته السياسية المعارضة”.
وعلى صعيد آخر، أكد ذات المتحدث أن حزبه غير معني بالدعوة التي وجهها الوزير الأول عبد المجيد تبون القاضية فتح حوار ونقاش مع الشركاء السياسيين، أي المعارضة، لأنه لا يملك الصلاحيات، بدليل أن الدستور الجديد في حد ذاته لا يمنح مثل هذه الصلاحيات للوزير الأول، بل هي من صلاحيات رئيس الجمهورية المخول قانونا لمثل هذه المبادرات.
- الفصل سيكون في سبتمبر المقبل
من جهته، قال المكلف بالإعلام بحزب جيل الجديد يوسف صابر شريف، إن قرار المشاركة من عدمه في المحليات القادمة لم يتم الفصل فيه لحد الساعة وسيطرح للنقاش خلال اجتماع المكتب الوطني للحزب تحت رئاسة رئيسها جيلالي سفيان شهر سبتمبر القادم، أي مع الدخول الاجتماعي مباشرة، ومن ثم القرار الذي سيخرج به المكتب الوطني الذي ستعود الكلمة الأخيرة له، وليست من صلاحيات القيادة التي هي خاضعة للإطار الديمقراطي المعمول به بداخل هياكل الحزب، فيما أوضح ذات المتحدث في حديثه لـ “الحوار” أن هذه الإجراءات معمول بها بدخل الحزب، والغاية منها هو فتح النقاش مع القاعدة، فربما هناك جناح يريد المشاركة ولا بد من السماع له، والعكس صحيح، وهو ما سيبرز أيضا موقف الهياكل القاعدية للحزب من موضوع.
مناس جمال