يعيش الجزائريون طوال حياتهم وهم يحلمون بزيارة الحرم و تأدية فريضة الحج، لكن هذه الأحلام سرعان ما تتحول إلى كوابيس بمجرد أن تطأ أقدامهم ارض المملكة العربية السعودية، فنسخة الحج هذه السنة حطمت كل الأرقام وأكدت أن مسالة الإشراف على بعثة الحج ليس مشكل أشخاص بل مشكل منظومة متكاملة لم تعد أهلا لخدمة حجاج يدفعون مبالغ طائلة مقابل خدمات متدنية تشبه تلك التي تقدم للاجئي الحروب و الكوارث الطبيعية.
54 حاجا لا يزلون مفقودين وتخوف من الكارثة
19 ضحية بين حادثة الرافعة و تدافع منى
خلف موسم الحج 2015 أكثر من ألف ضحية من جنسيات مختلفة، كان نصيب الجزائر منها 19 شخصا اغلبهم قضو في حادث تدافع منى، بينما لقي البعض الآخر حتفه في الحادث الشهير الناجم عن سقوط رافعة بالحرم المكي وككل سنة يكون موسم الحج مليئا بالحوادث المميتة الناجمة تارة عن نقص فادح فالمنشات و عدم التحضير الجيد من طرف المملكة، وتارة أخرى عن عدم التأطير الجيد للبعثات و توعية الحجاج الذين يتسببون غالبا في حوادث كراثية ومميتة دون أن دراية
54 حاج جزائري لم يتم العثور عليهم منذ حادثة منى
وكانت وزارة الشؤون الخارجية قد اكدت في وقت سابق في بيان لها أن واحد و ستون 61 (تم العثور على ستة منهم أمس) حاجا جزائريا لم يلتحقوا بعد بمقرات إيوائهم منذ حادث التدافع الذي وقع بمشعر منى “مكة المكرمة”
وأضاف البيان أنه سيتم إعلام عائلات الضحايا عبر القنوات المخصصة لهذا الغرض على كل المستجدات، و قد تم إعداد هذه الحصيلة عقب الاجتماع الذي عقد بمكة مع القنصل العام للجزائر بجدة، والذي ضم مختلف مسؤولي البعثة الجزائرية، وأضاف بيان الوزارة أن خلية الأزمة التابعة لوزارة الشؤون الخارجية و بالتنسيق مع خلية الأزمة التابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف تتابع تطور وضع حجاجنا في البقاع المقدسة، وهي في اتصال دائم مع القنصل العام للجزائر بجدة الذي يقوم بالتنسيق مع جميع فرق البعثة الجزائرية “، و خلص البيان إلى ان القنصل العام وجميع فرق البعثة الجزائرية “تظل مجندة لإحصاء و تحديد هوية الضحايا الجزائريين بالتنسيق مع السلطات السعودية”.
رحل بربارة وجاء عزوزة و لم يتغير شيء
استبشر البعض ممن كانوا يحملون مسؤولية كوارث الحج من إقامة دون المستوى و تأطير كارثي بإبعاد مدير ديوان الحج و العمرة السابق الشيخ بربارة، بعد 6 سنوات قضاها على رأس الديوان منذ تأسيسه سنة 2008، حيث تصور الكثير ان تغير المسئول الأول على هذا الديوان من شأنه أن يصلح الأمور و يمكن للحاج ان يتفرغ للعبادة بدل تفكيره في الإقامة و الأكل و الشرب و كيفية الحفاظ على حياته من المخاطر التي أصبحت تهدد حجاج بيت الله الحرام، لكن الواقع وأول موسم للحج يشرف عليه خليفة بربارة، يوسف عزوزة كشف أن المشكل غير متعلق بالأشخاص و إنما بمنظومة كاملة يجب أن تتغير كما يجب ان تخضع لمبدأ الثواب و العقاب حيث ان الصعاب التي واجهها الحجاج هذه السنة لا يمكن تمريرها دون التحقيق في أسبابها خاصة وان الأموال الطائلة التي دفعت يمكنها ان توفر حجا كريما للحجاج الجزائريين
هذا ما نقله الحجاج عن معاناتهم في البقاع المقدسة
ما نقله الحجاج الجزائريون عن معاناتهم بالبقاع المقدسة لا يمكن السكوت عنه خاصة وإنهم دفعوا ضعف ما كانوا يدفعونه في السنوات الماضية، وذلك بعد ان تلقوا وعودا من وزير الشؤون الدينية محمد عيسى بأن يكون هذا الموسم بإشراف المدير الديوان الجديد ناجحا ومن دون نقائص، لكن النقائص هذه السنة بحسب الحجاج كانت هي الغالبة فلا أماكن إيواء لائقة و لا وجبات ساخنة ولا حتى مؤطرين قائمين بواجباتهم رغم أن عددهم قارب ألف مؤطر، قيل أن معظمهم من أبناء مسئولي الديوان و أزواجهم وان همهم الأول هو تأدية المناسك و ليس القيام على خدمة الحجيج و السهر على راحتهم كما صرح الوزير مرارا و تكرارا
موسم الحج كان ناجحا !!
كالعادة من المتوقع ان يخرج وزير الشؤون الدينية محمد عيسى في القريب ليعرض حصيلة موسم الحج، ومما لا شك فيه ان الموسم برغم ما شاهدناه و سمعناه سيكون ناجحا بكل المقاييس، وبما ان الموسم سيكون ناجحا بغض النظر عن القتلى و الجرحى فإن مسئولي البعثات و والقائمين على الديوان لن يحاسبوا ولن يسألوا عن الكوارث التي شاهدها الجميع وشهد بها الحجاج ممن عادوا إلى ارض الوطن
- مراد بوقرة