جاؤوا ليعملوا ويكسبوا قوتهم فكان الموت في انتظارهم، هي قصة عدد من عمال مجمع سونلغاز الذين دفعوا حياتهم ثمنا لفساد وجشع مسيري المجمع، حيث لا يزال مسلسل الفساد ينخر اقتصاد بلادنا وثرواتها، أبطاله مسؤولون باعوا ضمائرهم للشيطان وعقدوا العزم على ان تحيى الجزائر أبد الدهر في التخلف والفساد.
تواصل “الحوار” تحقيقاتها حول الفضائح التي تشهدها كبريات المؤسسات الاقتصادية العمومية، وما يحدث فيها من صفقات مشبوهة لتبديد المال العام. والبداية من حيث انتهينا في التحقيق السابق حول المصرف الجزائري للعتاد الكهربائي و الغازي cameg الذي يحتكر عملية تموين مجمع سونلغاز بكل ما يحتاجه من إمكانيات و تجهيزات سواء في الانجاز أو الصيانة .هذا المصرف الذي يتجاوز رقم الغلاف المالي المخصص له في بعض الأحيان مئات الملايين من الدولارات.
تكشف الوثائق التي تحوز عليها ” الحوار” مسؤولية مركز البحث والتطوير للكهرباء و الغاز cedeg في سقوط أرواح عدد من عمال المجمع الأبرياء . وذلك بعد ان وافق ومنح الضوء الأخضر لمصرف cameg لاستيراد تجهيزات كهربائية تعد بعشرات الآلاف من تركيا و بالذات من شركة اسمها ” ايلوزوي اليكتريك”، حيث تكشف المراسلات التي بحوزة ” الحوار ” وفاة عدد من العمال وإصابة آخرين بأضرار تجعلهم عاجزين تمام عن الحركة وهذا بعد ان تنفجر في وجوههم التجهيزات غير الصالحة تماما وتشكل خطرا على الأرواح و مع هذا تمت عملية استيراد تلك المعدات الخطيرة بطريقة عادية رغم خطورتها وتأثيراتها السلبية على الصحة البشرية وهو ما يبين استهانة مسؤولي المجمع بأرواح مستخدميه، كل هذه الإجراءات تمت تحت مسؤولية مركز البحث والتطوير للكهرباء والغاز، والذي تتحدد مهامه في القيام بتحاليل مخبرية حول التجهيزات قبل البدء في استعمالها و دراستها حتى قبل التفكير في اقتنائها.
وحسب ما تكشف الوثائق فإن الغريب في الأمر هو حجم التستر الذي مارسه المجمع على هذه الجريمة الفظيعة، والتي وقعت فصولها في ولايات مستغانم والمسيلة وكذا مناطق أخرى من الوطن، إلا أن الجانب الأكثر غرابة في القصة كلها هو إصرار إدارة شركة سونلغاز على مواصلة استعمال هذه التجهيزات رغم علمها بأنها تشكل خطورة على أرواح المستخدمين والعمال، هذا وتعد جريدة ” الحوار ” قرائها الكرام بأن تواصل كشف المستور وتؤكد ان القضية للمتابعة.
- عامر دراجي