حكيمة عليوة
دفع الطمع خطيب منال إلى تهديدها وابتزازها بنشر مقاطع من محادثاتها معه على اليوتيوب، بعد أن قام بتسجيلها عبر “السكايب” كما هددها بإرسال هذه المقاطع إلى أفراد عائلتها.
منال هي وحيدة والديها، كانت تربطها علاقة مع عامر انتهت بخطبتهما، لكنها بدأت تشعر بتغير نحوها، و اكتشفت منذ الأيام الأولى للخطوبة أن علاقته بها ما هي إلا وسيلة للحصول على مالها، والقصة التي روتها لنا تكشف ذلك، حيث إنه استغل ثقتها الكبيرة فيه، فأصبح في كل مرة يطلب منها مبالغ مالية وكانت في كل مرة تلبي مطالبه، لكنها ضاقت ذرعا بتصرفاته، فقررت فسخ خطبتها منه نظرا لارتفاع سقف مطالبه، لكنه لم يستسغ الأمر وفي إحدى المرات أرسل لها شريط فيديو يتضمن محادثاتهما على “السكايب”، و التي كان قد سجلها مهددا إياها بإرسال نسخة منها لوالدها ونشر نسخة أخرى على “اليوتيوب”إن لم ترسل له مبلغ يقدر بـ 20مليون سنتيم، فرضخت للأمر الواقع و أرسلت له المبلغ، لكنه على حد قولها لم يتوقف عند هذا الحد، بل أنه بمجرد اكتشافه درجة خوفها من انفضاح أمرها، طالبها مرة أخرى بمبلغ أكبر و يتمثل في 70 مليون سنتيم من أجل تغيير سيارته، وهو ما أكد لها بأنها تتعامل مع محتال لن يتوقف أبدا عن ابتزازها، فأيقنت أن لا مناص من تبليغ الشرطة بالقضية، فأقدمت على تقديم شكوى لدى مصالح الأمن للتخلص من تهديداته المستمرة.
تقول منال:”قمت بتقديم شكوى لدى مصالح الأمن، و صرت أتحجج في كل مرة بعدم حيازتي على المال في الوقت الراهن، خاصة أن المبلغ الذي طلبه مني كبير و عليه أن ينتظر إلى حين غاية تجميعي للمبلغ، و هذا كمحاولة مني لكسب الوقت إلى حين انتهاء مصالح الأمن من التحقيق في القضية.
على مدار فترة التحقيق عشت ظروف عصيبة، نظرا للضغط الرهيب الذي فرضه علي هذا المبتز الذي ظل يهددني في كل اتصال هاتفي بنشر هذا الفيديو، في حال لم أسرع في جلب المال المطلوب، خاصة أنه لم يشك للحظة أنني أملك الجرأة الكافية لمتابعته قضائيا، حيث توصلت مصالح الأمن من خلال التحقيقات التي باشرتها إلى أن هذا النصاب على صلة بعصابة إجرامية تقوم بابتزاز الفتيات بالطريقة نفسها، يعمد أفرادها إلى التعرف على فتيات عبر شبكة الانترنت، يحادثوهن في أمور خاصة جدا تنتهي بسيناريوهات جنسية، ثم تبدأ معها مرحلة الابتزاز و التهديد و في بعض الأحيان تصل إلى حد المتاجرة بهن و تشجيع القاصرات على الدعارة و البغي، و فور مواجهة هذا الأخير بالتهم المنسوب إليه، اعترف بالتهم المنسوبة إليه، و بالتالي حوكم بتهمة التهديد و التشهير و الانخراط في منظمة إجرامية، وصدر في حقه حكم بالحبس لمدة سنتين و دفع تعويضا للضحية و قدره10.000 دج مع دفع مصاريف القضية المقدرة بـ 30.000 دج في حين لم يحضر بقية أفراد العصابة الجلسة، و حوكموا غيابيا كل منهم بحسب الجرم المنسوب إليه.