التقى اليوم، وسيط الجمهورية كريم يونس، مع قرائه و محبيه خلال جلسة بيع بالتوقيع لكتابه الجديد “الجنة الاصطناعية”، هذا الكتاب الذي يروي قصة لإبنه الذي أصيب في محطة ميترو بفرنسا وتدخل أفارقة لمساعدته.
الجنة الاصطناعية” هي من دون شك عنوان مضلل عمدا لـ “ملحمة إفريقية” غير مسبوقة ومفاجئة تسترجع دراما المهاجرين الأفارقة في فرنسا وذكريات المحاربين الأفارقة الذين كافحوا من أجل مجد الإمبراطورية، وآمال وتضامن الأجيال الجديدة بين الأصول الجزائرية والتجولات الباريسية.
تمخضت من حادثة حقيقية – إنقاذ سليم، ابن الكاتب، من قبل أفارقة بعد سقوطه بين قضبان القطار الكهربائي (الميترو).
كريم يونس يدعو حميمية الجاليات التي تلاقي الكاميرون والسنغال والجزائر، وتجمع بين الأقدار غير المحتملة من الشخصيات المحببة داخل كثافة بشرية، دون تباهي، وتغطس القارئ، دون أن يخيّل لك ملامستها، داخل إشكالية أَلِفَتْ المعايير الأكاديمية أو السياسية.
وبداخل أحياء الهجرة، وهشاشة العمالة، والتوترات الأسرية، والسعي من أجل الحرية والأمن، يحمل الكاتب نظرة موثقة وإنسانية تكشف لنا إفريقيا عن قرب،داعيا “الدول التحررية”، ويهتف بالمسألة الأليمة و المتكررة: “لماذا أصبحت إفريقيا مهد الإنسانية،مهد البؤس والفقر والحرمان؟يخبرنا كريم يونس أنه إذا كانت الجنة مصطنعة، فإنّ الجحيم حقيقة للغاية،مما يعطي هذه الرواية انسيابية الكتابة الجميلة وكثافة الإثارة الرائعة التي لن تفاجئ القراء الملمين بدراساته التاريخية.