بعد قرار الرئيس تبون إعادة ترميمها.. أئمة ومشايخ لـ“الحوار“:
المساجد العتيقة ستستعيد رونقها
- بوزيد: ترميم المساجد حفاظ على التراث
- حجيمي: هو امتداد لتوجه الدولة وحضارتها
- قسول: عودة لتاريخ وأصالة البلد
- عدة فلاحي: كلمة الرئيس خطوة في الاتجاه السليم
أمر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بترميم جميع المساجد العتيقة في الجزائر وذلك بمناسبة إحياء يوم العلم المصادف لـ 16 أفريل، وفي مقدمتها الجامع الأخضر في قسنطينة، الذي كان الشيخ عبد الحميد بن باديس يلقي فيه الدروس في التفسير والحديث وعلى رأسها شرح موطأ الإمام مالك رضي الله عنه وأرضاه حرصا من الدولة على بقاء هذا الصرح مصدر إشعاع ديني وثقافي، وشاهدا على مكانة هذا الرجل في تاريخ نهضة الأمة.
عبد الرؤوف.ح
واستحسن عدد من الأئمة وشيوخ الزوايا إعلان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قرار ترميم المساجد العتيقة في الجزائر، حيث أكدت وزارة الشؤون الدينية في بيان لها: “قد استبشر الأئمة وشيوخ الزوايا بما حوته رسالة رئيس الجمهورية من قرارات مست مساجد الجزائر العتيقة، من مسجد أبي مهاجر دينار، مرورا بمسجد سيدي عقبة، إلى الجامع الأخضر الذي كان مركز إشعاع وحركة تنويرية لرائد النهضة الحديثة، وصولا إلى جامع الجزائر، الجوهرة الفريدة في الجزائر الجديدة، التي يبنيها وينعم فيها جميع أبنائها”.
وأضاف البيان أن “أسرة المساجد والزوايا تعبر بهذه المناسبة لرئيس الجمهورية عن عميق امتنانها لهذه اليد البيضاء والإرادة الصادقة في خدمة الأمة وثوابتها، وتؤكد عزمها على مواصلة رسالتها العلمية والروحية ضمن المرجعية الدينية، والانخراط الكامل في الجهد الوطني”.
قرار رئيس الجمهورية بادرة خير
ومن جهته اعتبر الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى بومدين بوزيد خطوة الرئيس صائبة، مشيرا إلى أن ذلك سيساهم في الحفاظ على موروثنا الوطني وحمايته في نفس الوقت.
وأوضح بوزيد في اتصال بيومية “الحوار”، أمس، أن “قرار رئيس الجمهورية بترميم المساجد العتيقة بادرة خير، كون العديد من المساجد والمواقع الأثرية الدينية تعاني التهميش منذ سنوات عديدة ومنها من طالها التخريب ومنها من حولت إلى مساكن قصديرية، وبالتالي على الوزارات المعنية التحرك من أجل تجسيد القرار في أقرب وقت”.
وأضاف ذات المتحدث في نفس السياق “في نظري يجب تشكيل ديوان وطني للآثار المعمارية وعدم تكليف الوزارات بمهام الترميم، بالنظر إلى الإشكالات التي حدثت سابقا، فعلى كل من وزارة الشؤون الدينية والسكن والسياحة والثقافة تشكيل ديوان يبقى مخصصا للاهتمام بالأماكن والمواقع الأثرية بمختلف أشكالها على غرار المساجد العتيقة”.
وأفاد بومدين بوزيد أن “قرار ترميم هذه المساجد سيساهم بشكل كبير في الحفاظ على ثراتنا المادي الوطني وعلينا حمايته دستوريا وقانونيا، كما سيسهم في خلق سياحة أثرية دينية، وكذا خلقة هندسة معمارية للمباني الدينية تستوحى من الخصوصيات المعمارية لكل منطقة”.
الرئيس ملتزم بالخط النوفمبري الوطني
ويؤكد بدوره الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية جلول حجيمي، أن موضوع ترميم هذه المساجد هو في صميم الهوية الوطنية الحضارية للمجتمع.
وأبرز حجيمي في حديثنا معه، أمس أن: “ترميم المساجد العتيقة على غرار مسجد الأخضر بقسنطينة يحمل بعدا كون المجتمع مسلما والمسجد له دور كبير في الحفاظ على الهوية الدينية الإسلامية للبلد، كما أنه امتداد للتوجه الحضاري للدولة وإسلامها”.
ويرى ذات المتحدث أن “الرئيس من خلال هذه الخطوة يبين أنه ملتزم بالخط النوفمبري الوطني للأمة، نثمن ما بدر منه التي تعتبر بمثابة الحفاظ على الموروث الحضاري للبلد ومذهبه السني المالكي، ويحمي المجتمع في رسالة واضحة بذكر عدد من المشايخ وكبار العلماء في الذين رسخوا لهويتنا وساهموا في الحفاظ عليها”.
الخطوة هي ربط للماضي بالحاضر
ويستحسن الشيخ جلول قسول خطوة رئيس الجمهورية وهي ربط للماضي بالحاضر وتأكيد على تجسيد جزائر جديدة والتي بدأت منذ عهد عبد الحميد بن باديس.
واعتبر قسول في اتصال بيومية “الحوار”، أمس، أن “قرار الرئيس هو عودة لتاريخ الجزائر وأصالتها، وسعي إلى الحفاظ على الموروث الديني والهوية الوطنية، فنحن نمتلك موروثا ثقافيا كبيرا وبنية تحتية يتوجب حمايتها”.
وفي نظر ذات المتحدث فإن “الترميم هو معنوي روحي أكثر منه مادي، فهو يحمل عديد الزوايا والاتجاهات”.
كلمة الرئيس خطوة في الاتجاه السليم
من جانبه قال الباحث في الإسلاميات عدة فلاحي، “ابن باديس يعود وبقوة لإنقاذ المرجعية الدينية الوطنية على لسان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، فالكلمة التي قالها الرئيس بمناسبة يوم العلم الذي جاء على غير العادة بسبب فيروس كورونا أحيت بعض عظام المرجعية الوطنية بعدما كانت رميما وذلك مرده عدة أسباب، مضيفا بالقول في هذا السياق “إن المؤسسة الدينية الوطنية لم تقم بواجبها وبرسالتها لتحصين الجزائريين من غزو المرجعيات الأجنبية كما وأن النخب الدينية والثقافية كذلك تخلت عن مهمتها في إحياء تراثنا الديني الثقافي بالشكل المطلوب والمحترم اللهم إلا على مستوى محدود من خلال ما قام به الدكتور عمار طالبي الذي عمل على جمع تراث الشيخ عبد الحميد بن باديس وعلى تحقيقه وما قامت بنشره وزارة المجاهدين من إصدارت ذات الصلة”.
أما ما دعا إليه الرئيس بخصوص ترميم المساجد قال المتحدث في حديثه لـ”الحوار” وهو الشق المادي للمرجعية فاعتقد بأنه يستحق التثمين ولكن حذار من الترميم الذي يستهلك الكثير من الأموال والموارد دون أن يستحيب للشروط المطلوبة تراثيا وفنيا ومهنيا كما حدث خلال التظاهرات الثقافية التي أقيمت في قسنطينة وتلمسان والتي كانت عبارة عن عبث لم يعط النتائج المنتظرة وبالخصوص المساجد الأثرية التي يجب أن يسند مشروع ترميمها لأهل الاختصاص، وفي كل الحالات يمكن القول بأن ما جاء في كلمة الرئيس هي خطوة في الاتجاه السليم ولكنها ليست كافية فالعملية في حاجة إلى ثورة دينية كما كنت أدعو إلى ذلك دائما وليس إلى قرارات إدارية وفقط، كما وأنه يجب أخذ العبرة مما عشناه من محنة وتجربة مريرة خلال فترة داء كورونا العالمي الذي حرمنا من بيت الله بما فيها الحرم الشريف ومسجد رسول الله/ص/.