ما لم تتراجع عن إجراءات فصل 30 ألف أستاذ مضرب
أثارت تصريحات وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط القاضية بالشروع في إجراءات فصل 30 ألف أستاذ مضرب، بعد رفضهم العودة الى مقاعد العمل، موجات غضب رافضة في أوساط نقابات التربية، هذه الأخيرة التي عبرت عن استيائها من التصريحات، خاصة أنها جاءت من المسؤول الأول في القطاع، محذرين من الانعكاسات الخطيرة لهذه التصريحات التعسفية –حسبهم- والتي لن تزيد سوى تعفن الوضع أكثر، موجهة تهديدات باجتياح الميدان كحل وحيد لمواجهة القرار، ما لم تفتح الوزارة أبوابا جادة للحوار يوصل إلى إيجاد أرضية تنهي المشكل القائم بينهم.
في السياق، عبر المكلف بالإعلام عن المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “كناباست” مسعود بوديبة، عن أسفه من قرار وزارة التربية الأخير، واصفا اياه بالقرار التعسفي، خاصة أنه صدر من المسؤول الأول في وزارة التربية، محذرا من تبعاته الخطيرة التي لن تزيد سوى حدة الوضع وتعفنه، خاصة أن القرار لا يخدم لا المدرسة الجزائرية ولا استقراها -يضيف المتحدث-، مهددا باللجوء إلى الميدان كحل وحيد للجم مثل هكذا قرارات تعسفية.
وأكد مسعود بوديبة في حديثه لـ “الحوار”، أن اللجوء لمثل هذا الأساليب هو هروب نحو الأمام، والدفع أكثر نحو تعفن الوضع، داعيا الوزارة إلى ترسيخ ثقافة الحوار الجدي والفعلي كحل وحيد لهذه المشاكل، متابعا بالقول: “اتعبتنا الحوارات الشكلية الهادفة لإظهار ان وزارة التربية تفتح أبواب الحوار للرأي العام، لكن دون حل.. نريد جلسات حوار جادة نتفادى من خلالها مثل هذه الاضطرابات”.
في الشأن ذاته، أبدى رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين “صادق دزيري” رفضه للقرار الذي اتخذته الوزارة، والذي يعتبر –حسبه- تعسفا في استخدام الحق والسلطة، يضرب أحد المبادئ الأساسية في الدستور، موضحا ان هذه التصريحات لا تزيد الوضع الا تعقيدا، متسائلا “كيف للوزيرة ان تعطي الاساتذة في اضراب والاضراب يوقف علاقة العمل، وبالتالي غير ممكن ان يتم تسريح المضربين”.
ووحذر صادق دزيري في حديثه لـ “الحوار”، من تبعات هذا القرار، خاصة أنه يقطع أرزاق 30 ألف عائلة، مشددا على ان سياسة التجويع والتهديد لن تخيف الاساتذة الذي يعتبرون نخبة المجتمع، مشيرا إلى ان هذا القرار لن يشكل مخرجا للوصاية مهما كانت الاسباب، معتبرا ان الحل الوحيد يكمن في فتح قنوات الحوار والبحث عن الحلول الجدية مع النقابة المضربة، متابعا بالقول: “هل يمكننا ان نسرح ٢٠ ألف استاذ دفعة واحدة، بمعنى اننا نقطع ارزاق 20 ألف عائلة، وهو في الحقيقة يقارب 30 ألف حسب ارقام قدمتها الوزارة، وهل يمكن ان نسرح ثلاثين”.
- فتح باب جدي للحوار المخرج الوحيد للمشكلة
من جهته، تأسف المنسق الوطني لنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مزيان مريان في حديثه لـ “الحوار”، من هذه التصريحات، مبديا تمنياته من أن يصل الطرفان إلى حلول نهائية سلمية ترضي الطرفين، بعيدا عن الخصامات والتهديات.
في شأن متصل، دعا رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، علي بوزينة، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للتدخل العاجل لنهاء التعفن الذي ساد قطاع التربية، معتبرا أنه الأمل الوحيد لإنهاء هذه المشاكل التافهة، معتبرا ان التضحية بـ 30 ألف أستاذ من قطاع التربية يدل على فشل الوزيرة في حلحلة مشاكل تافهة.
وأبدى علي بن زينة في حديثه لـ “الحوار”، استياءه من هذا القرار التعسفي قائلا: “لا نترك أولادنا في ايدي اشخاص لا يفقهون في تسيير القطاع ولا يتحملون المسؤولية”، مبديا تخوفه من مصير التلاميذ الذين راحوا ضحية لسوء التسيير لدى الوزارة، مشيرا الى ان الخطابات التهديدية لن تخيف مربي الأجيال.
أم الخير حميدي