كشف السفير السوداني بالجزائر عصام عوض متولي لـ “الحوار” عن فحوى المفاوضات التي دارت بين بلاده والولايات المتحدة الامريكية والتي انتهت بتجميد العقوبات الاقتصادية عنها، حيث اشترطت الولايات المتحدة محاربة السودان للإرهاب ومحاربة جيش الرب، إضافة إلى المساعدة في إحلال السلام بدولة جنوب السودان، والسعي الجاد والمستمر في إحلال السلام في كل أنحاء البلاد.
* هل تم رفع العقوبات نهائيا عن جمهورية السودان أم أنها جمدت فقط ؟
– العقوبات الأمريكية هي جزءين جزء اقتصادي وهو ماتم رفعه الآن والمتمثل في تجميد الأصول المالية للسودان بالخارج، وأيضا حرمان السودان من الاندماج في التجارة الدولية والمعاملات المصرفية مع البنوك الأمريكية، وكذلك عدم مد السودان بالتقنية والتكنولوجيا الحديثة وعدم السماح للشركات الامريكية بالاستثمار في السودان، حرمان السودان من استخدام خدمات النقل البحري وغيرها من وسائل النقل التجاري، وجزء آخر خاص برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وهو سياسي وليس له علاقة بواقع رعاية الإرهاب، والمسألة الأخرى هي إكمال سلام دارفور وهو ملف تم إنجازه بنسبة تفوق 90 بالمائة ومتبقي اليسير لإكماله. ويسري تنفيذ القرار منذ صدوره بتاريخ 17 يناير الجاري.
* ماهي أهم النقاط التي فرضتها أمريكا في مفاوضات رفع العقوبات على السودان ؟
– محاربة السودان للإرهاب، محاربة جيش الرب، المساعدة في إحلال السلام بدولة جنوب السودان، السعي الجاد والمستمر في إحلال السلام في كل أنحاء البلاد.
* على ماذا اعتمدت المملكة العربية السعودية من ضمانات سودانية لرعاية المفاوضات ؟
– السودان بلد شقيق للملكة العربية السعودية وهو يحترم المواثيق والاتفاقات ويفي بما عليه من التزامات، فضلا عن الدور السعودي في المنطقة العربية الذي اتضح مؤخرا.
* ما السبب الذي دفع الولايات المتحدة إلى التفكير في رفع العقوبات عنكم ؟
– مكافحة الإرهاب في المنطقة، الشراكة في تحقيق سلام حقيقي بدولة جنوب السودان، السعي الجاد لتحقيق السلام الجاد بالسودان وذلك بالتفاوض مع كل الحركات المسلحة بدارفور والتي تمخضت عنها اتفاقية الدوحة للسلام والتي كانت ملبية لرغبة انسان دارفور في تحقيق السلام الكامل، إشراك جزء من أبناء هذه الحركات في الحكومة، إشراك أبناء مناطق أخرى في الحكومة أيضا، وكذلك ملف حقوق الإنسان ومكافحة الاتجار بالبشر وغيرها من القضايا الإنسانية، كل هذه الخطوات وغيرها من الخطوات التي قامت بها الحكومة في سبيل إحلال السلام بالبلاد، الأمر الذي دفع بالحكومة الأمريكية للدخول في مفاوضات مباشرة وغير مباشرة لرفع العقوبات.
* هل التقارب الصيني السوداني في المجال الاقتصادي كان سببا في تحرك الخارجية الأمريكية لتدارك هذا الأمر ؟
– السودان بلد غني بموارده الطبيعية وثرواته لذلك تسعى كل دولة لايجاد موطأ قدم لها بالسودان في أي مجال من مجالات الاستثمار، لذلك كان سعي الولايات المتحدة الامريكية سعي جاد للاستثمار في السودان والبحث عن مصالحها الاقتصادية والسودان لن يخسر أصدقاءه مهما كانت المبررات لصالح الولايات المتحدة أو لغيرها.
* لماذا لم يحسم أوباما أمر هذه العقوبات التي لم تكن ناجعة عكس ما كانت عليه قبل 20 سنة من الآن ؟
– كما صرح وزير الخارجية بروفسيور ابراهيم غندور أن المفاوضات مع أمريكا بدأت منذ عام 2015 وكانت هنالك خارطة طريق تم الاتفاق عليها من الجانبين وهي تكوين لجان مختصة تعمل مع بعضها البعض لتقريب وجهات النظر بين الجانبين وأيضا التزام السودان بما تم الاتفاق عليه ومراقبة هذا الالتزام وفق جدول زمني موضوع، أي مدى قدرة الحكومة السودانية بالايفاء بالتزاماتها تجاه الملفات التي طرحت من قبل الادارة الامريكية.
* هل ستسحب إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب هذا التجميد أم ستواصل العمل به ؟
– كما ذكر وزير الخارجية السوداني أن هذا القرار تم الاتفاق عليه بين الادارة الحالية وإدارة المخابرات والأمن القومي الأمريكي الداخلي وعدد كبير من السيناتورات والادارة المنتخبة الجديدة، ثم بعدها تم إصداره أي أنه يعتبر قرارا نافذا للاتفاق التام عليه من قبل كل المؤسسات الأمريكية التشريعية والتنفيذية CIA & FBI والبنتاغون.
* ماذا عن العقوبات المفروضة على النظام السوداني من طرف المحكمة الجنائية الدولية، هل سيتحرر منها هي أيضا ؟
– المحكمة الجنائية مسيسة، أي أنها تعمل بتوجيهات من الدول الكبرى، قدم السودان كثيرا من الأدلة للعالم على أنه بلد ديموقراطي وأن الحكومة تسعى للسلام وتعمل لأجله وأن الحروب التي خاضتها قد فرضت عليها، لذلك لاتهتم لأمر المحكمة الجنائية ولا لقراراتها ولا لكل ما يتعلق بها خاصة وأن السودان لم يوقع على ميثاق روما.
* السودان في مهلة اختبار .. فهل تستطيع القيادة السودانية ان تجتاز هذه المرحلة بسلاسة ؟
– بكل تأكيد تستطيع، وهي تسعى جادة للتطبيع الكامل مع الولايات المتحدة الأمريكية لما فيه مصلحة البلدين وطي كافة الملفات مع الغرب، ولمزيد من المصداقية فقد أعلن فخامة الرئيس عمر البشير عن وقف إطلاق النار لمدة ستة أشهر.
حاوره: سامي عليلي