دعا الوزراء العرب إلى إعادة رسم خارطة طريق جديدة
حاورته في قسنطينة: حنان حملاوي
نفى وزير الثقافة السوداني مصطفى أحمد محمد تيراب أن يكون انقسام دولة السودان قد أثّر على سياستها الثقافية، مؤكدا أن حل مشاكل السودان اليوم يتوقف على وزارة الثقافة والجانب الثقافي، ودعا وزير الثقافة السوداني في ذات الحوار جامعة الدول العربية إلى عقد اجتماع مع وزراء الثقافة العرب من أجل دراسة حالة التمزق التي تعيشها الدول العربية من أجل الوصول إلى إعادة رسم خارطة طريقة جديدة نحو مستقبل آمن.
* السودان حاضرة اليوم بعاداتها وتقاليدها ضمن فعاليات قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، ماذا تحملون في جعبتكم للجزائريين؟
– هذه المشاركة الثانية لدولة السودان في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، ونطمح إلى المشاركة في فعاليات أخرى ضمن نفس التظاهرة، الشعب الجزائري يستحق كل التقدير والاحترام لأنه عانى الكثير وقدّم تضحيات كبيرة ليصل إلى ما هو عليه الآن، والعالم العربي اليوم يهتم بكل فعل ثقافي في الجزائر على غرار السودان التي تحرص في كل مرة على توقيع مشاركتها في مختلف الفعاليات الثقافية الجزائرية.
* هذه أول زيارة لك إلى الجزائر، كيف وجدتها ؟
– فعلا هذه أول مرة أزور الجزائر، وأحسّ أنني في بلدي وأكثر ما شد انتباهي هو الشارع الجزائري بطيبته وبساطة تعامله، ضف إلى ذلك فقد أدهشتني المعالم الأثرية التي تزخر بها الجزائر، والأمر الذي زاد من إعجابي البنية التحتية القوية والتي أعتقد أنها لم تأت من فراغ بل بذل في سبيلها الشعب الجزائري تضحيات جسام وكل هذه الأمور مجتمعة تدفعني إلى العودة إلى الجزائر التي سأزورها بشكل خاص رفقة عائلتي.
* انطلاقا من هذه المشاركات كيف تقيم حجم التبادل الثقافي بين الجزائر والسودان ؟
– التبادل الثقافي بين الجزائر والسودان كبير جدا، وسيتعمق أكثر مستقبلا برسم خط تواصلي بعيدا عن التظاهرات، وهو ما سنركز عليه في المرحلة القادمة إن شاء الله. الجزائر بلد يحفظ التاريخ والتراث وهو ما يتطلب منا أن نبقى قريبين منها ونتواصل معها بشكل دائم خاصة وأننا نتقاسم بعض العادات والتقاليد. لهذا سيكون هناك عمل فعلي بين وزارتي ثقافة البلدين عن طريق عمل مباشر بعيدا عن المؤتمرات والتظاهرات.
* كيف تصور لنا واقع القطاع الثقافي في السودان؟
– القطاع الثقافي في السودان متحرّك متجاوب ونحرص على أن نكون في تواصل دائم مع الشعب وكذا الفنان وبدون مبالغة أقول إنّ الوضع الثقافي يبشر بالخير ويبعث على التفاؤل.
* تم مؤخرا فصل وزارة الثقافة عن الإعلام هل أثر الأمر على سير القطاع ؟
– كان هذا الكلام في السابق، لكن في التشكيلة الأخيرة بعد حل وزارة الثقافة عن وزارة الإعلام أصبح لها كيان خاص، وأوليت اهتماما أكبر ودعما مباشرا من قبل رئيس الجمهورية والوقوف على كل ما تحتاجه، لأن حل مشاكل السودان يتوقف على وزارة الثقافة والجانب الثقافي، ووصلنا إلى قناعة أن المشاكل التي كانت دائرة في السودان والتي أدت إلى التقسيم ليست سياسية وإنما ثقافية بالدرجة الأولى لذلك كل اهتمام القيادة السياسية في السودان منصب على أن ترسم خطا واضحا للسياسة الثقافية.
* يقال إن تغير الخارطة السياسية للسودان مازال يؤثر سلبا على الثقافة في السودان ؟
– لا بالعكس،لا يوجد أي تأثير ولم ينعكس التقسيم سلبيا على المشهد الثقافي في السودان وإنما في الجانب السياسي كان له تأثيره.
* أمام المؤامرات التي تحاكى ضد الأقطار العربية هل ترى أن الحكومات واعية بأهمية الثقافة ؟
– يجب على الحكومات العربية أن تراجع سياساتها لأن ما يحاك الآن حول العالم العربي والذي يظهر في شكل صراعات وحروب عسكرية هو صراع ثقافي وحان الوقت للقيادات الثقافية على مستوى الوطن العربي أن تتبوأ مكانتها.
أغلب المنظمات العربية التي تهتم بالثقافة قياداتها أجنبية فمتى نرى وزراء الثقافة العرب في تنظيم عربي فعال يكون له دور على أرض الواقع ؟
من الجزائر أدعو وزراء الثقافة العرب عبر جامعة الدول العربية لدراسة الوضع السياسي في البلدان العربية من أجل وضع خارطة طريق والتداول حول ما يحدث الآن وأعتقد أن هذا الاجتماع سيكون خطوة لوضع حد للأوضاع السياسية التي تعيشها الأقطار العربية.
* هل ترى أن الثقافة تستطيع الوقوف أمام مد التيارات الإرهابية والمتطرفة ؟
– الذي يعيق الثقافة في البلدان العربية هو إهمال القيادات السياسية للعمل الثقافي، وهو ما أدى إلى تمزق العالم العربي وأتمنى أن يكون هناك دعما متواصلا لوزراء الثقافة العرب وليس بشكل آني فقط.
التيارات المتطرفة والإرهابية وجدت فراغا ثقافي فانتشرت في العالم العربي وأخذت تملا هذا الفراغ وتبث سمومها من أجل تحقيق أهدافها.