الفائز بجائزة “البوكر” عبد الوهاب عيساوي:
لا سبيل لتجاوز أزماتنا العربية إلا عبر الثقافة
قال الكاتب عبد الوهاب عيساوي، في أول تعليق له بعد فوز روايته “الديوان الإسبرطي”، بالجائزة العالمية للرواية العربية “شعور غامر بالفرح، أن يعيش الكاتب لحظات الترقب والانتظار من القائمة الطويلة للقصيرة، وحتى الفوز، وأن أتوج بالبوكر، كوني كاتب أعتبر في بداية مساره، وشجعتني هذه البداية”. ووجه رسالة للقراء ذكر فيها: “ماذا أقول للقارئ في هذا اليوم، سوى أن تقرأ ولا تتوقف، فلا سبيل لتجاوز أزماتنا العربية إلا عبر الثقافة، ولا تأتي بشكل أساسي إلا من القراءة”. مضيفا : “الرواية التاريخية بشكل عام لا تعيد بناء الحكاية من أجل الحكاية ذاتها، وإنما هدفها الأساسي هو البحث عن الأسئلة الراهنة التي نعيشها اليوم داخل فضاءاتها الأولى التي ظهرت فيها أولا”.
وترصد “الديوان الإسبرطي” حيوات خمس شخصيات تتشابك في فضاء زمني ما بين 1815 إلى 1833، في مدينة المحروسة، الجزائر، أولها الصحفي ديبون الذي جاء في ركاب الحملة على الجزائر كمراسل صحفي، وكافيار الذي كان جندياً في جيش نابليون ليجد نفسه أسيراً في الجزائر، ثم مخططاً للحملة، وثلاث شخصيات جزائرية تتباين مواقفها من الوجود العثماني في الجزائر، وكما تختلف في طريقة التعامل مع الفرنسيين، يميل ابن ميار إلى السياسة كوسيلة لبناء العلاقات مع بني عثمان، وحتى الفرنسيين، بينما لـ “حمّة السلّاوي” وجهة نظر أخرى، الثورة هي الوسيلة الوحيدة للتغيير، أما الشخصية الخامسة فهي دوجة، المعلقة بين كل هؤلاء، تنظر إلى تحولات المحروسة ولكنها لا تستطيع إلا أن تكون جزءا منها مرغمة لأنه من يعيش فيها ليس عليه إلاّ أن يسير وفق شروطها أو عليه الرحيل.
إيمان. ب