في اليوم العالمي للسرطان
إصابة 42 ألف جزائري سنويا وشركات الأدوية في قفص الاتهام
عجت مؤخرا، مواقع التواصل الاجتماعي بفيديوهات لمختصين وغير مختصين، من بلدان عربية وغربية، تثبت بالحجّة والدّليل العلمي أنّ مرض السرطان ليس خبيثا ولا قاتلا كما يعرف الجميع، بل هو داء بدواء، مثله مثل باقي الأمراض البسيطة، وما هو إلاّ نقص في فيتامين “ب17” و”س”، سهل جدّا تعويضه بعقاقير فعّالة تشفي المصاب به بنسبة 90 بالمئة، لكن ما حدث ويحدث إلى حد اليوم، حسب أصحاب المنشورات صنعته دول الاستعمار وبارونات منتجي العقاقير الذين حوّلوه إلى مرض خبيث قاتل لا أمل في شفائه، بهدف كسب المال الوفير من وراء بيعهم لعقاقيرهم، وعليه ما صحة ما ينشره هؤلاء حول الدواء الشافي شفاء تام من مرض السرطان؟ هل هم على حقّ، أم أنّ في الأمر لبس؟ أم هم أيضا يريدون من وراء ما ينشرونه كسب مال وفير؟
تحقيق: مليكة. ينون
أن تعيش بلا أمل بسبب مرض خبيث فهذا جد صعب، لكن أن تنشر فيديوهات مشكوك فيها، بغاية زرع بذور أمل فاسدة في المصابين بالسرطان تؤكد الشفاء منه وتتهم أطرافا بالمتاجرة به فهذا أصعب وخطير جدا، يستجوب على كل الجهات الوصية والمختصة توضيح الأمور ونفي ما يجب نفيه وتأكيد ما يجب تأكيده حتى لا نلعب كما يقال بـ”النار”، ولا نزيد من معاناة أشخاص فقدوا صحتهم الجسدية والنفسية ومعرضون بسبب أشخاص آخرين غير موثوق في معلوماتهم الطبية، لفقدان الثقة حتى في معالجيهم.
البروفيسور عدة بونجار:
توقع تسجيل 60 ألف مصاب بالسرطان في الجزائر سنة 2025
يكشف البروفيسور عدة بونجار، بأن”الجزائر تسجل حاليا 44 ألف حالة سرطان، في مقدمتهم سرطان المستقيم بالنسبة للرجال، فيما يمثل سرطان البروستات أكثر من 70 بالمائة في الجزائر، على رأسهم الرجال البالغين 50 سنة وأكثر، والذين عليهم إجراء فحص طبي كل سنتين، مشيرا إلى أن سرطان الثدي يأتي في مقدمة إصابة النساء بهذا المرض الذي يصيب 12 ألف امرأة في الجزائر سنويا.
ومن أهم أسباب هذا المرض الخطير، حسب البرفسور عدة نجاري، النظام الغذائي والمعيشي في الجزائر “الذي تغير كثيرا”، متوقعا أن يصل عدد المصابين بهذا المرض في 2025 إلى 60 ألف مصاب، ولهذا، بحسبه،” لابد من الاستعداد البشري واللوجستيكي للتكفل بهذه الحالات”، مؤكدا على ضرورة ” تقريب المواعيد للعلاج بالأشعة والتكفل التام بالأطفال وإنشاء وحدات لدعم المريض أثناء وبعد العلاج، وتوفير الأدوية الجديدة نظرا لفعاليتها”.
توقع وفاة 13.5 مليون شخص في العالم بالسرطان عام 2030
في كل مرة تنشر دراسات طبية من طرف مختصين في مرض السرطان، حول اكتشافات جديدة لعلاج هذا الداء الخبيث، وهي دراسات مبنية على أسس علمية لا يخالجها شك، وعلى سبيل المثال، صرح مؤخرا، مدير المركز الوطني الروسي لدراسات الأورام، باسم بلوخين، وطبيب الأورام الرئيسي المستقل بوزارة الصحة الروسية، إيفان ستيليدي، أن هناك توقع لزيادة عدد الوفيات بسبب مرض السرطان على مستوى العالم.
وأوضح الطرفان أنه من المتوقع أن يصل عدد الوفيات في عام 2030 إلى ما قدره 13.5 مليون شخص، في حين كان هذا المؤشر قد بلغ 8.2 مليون شخص في عام 2015. وقال إيفان ستيليدي: “في عام 2015 مرض 14 مليون شخص وتوفي 8.2 مليون شخص”، مضيفا: “كما تشير التنبؤات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد المصابين بمرض السرطان سيبلغ في عام 2030 ما قدره 21 مليون شخص وعدد الوفيات 13.5 مليون شخص”.
يذكر أن عدد الوفيات بسبب مرض السرطان بلغ إلى غاية سنة 2020، على مستوى العالم قرابة 1،5 مليون شخص بسبب سرطان الرئة و1 مليون شخص بسبب سرطان الكبد وحوالي 1 مليون شخص بسبب سرطان القولون والمستقيم و0.5 مليون شخص بسبب سرطان الثدي.
هبة الزيّات:
مرض السرطان نقص في الفيتامين “ب17“
ظهرت في الآونة الأخيرة منشورات كثيرة وكثيرة تؤكد بأنّ السرطان صناعة رجال المال والدول الاستعمارية لأجل كسب المال الوفير.
وحسب منشور فيديو لمصرية اسمها هبة الزيات، فإن السرطان انتشر بعد الحرب العالمية 2، وقد أنشأته الدول الاستعمارية ومقيمو الحرب، لأنه حقق أرباحا كثيرة. وبنت هبة الزيّات فرضيتها على مرض أصاب البحارة قديما وهو مرض”اسقربوط”، حيث جنت منه مؤسسات أرباحا كثيرة، مع أنه ليس مرضا بل نقصا في فيتامين “س”، والشيء نفس لمرض السرطان، كما قالت ” فإن من ورائه دول استعمارية تستغل المرضى”، لتضيف” كشف بعض العلماء من خلال دراسة حالة على مراحل بأن هذا المرض قابل للشفاء بنسبة 90 بالمئة، وعليه ليس هناك أي داع لإنفاق أموال كثيرة وهدر الصحة”، موضحة بأنّ العلماء أثبتوا بأنّ “هذا المرض هو نقص في مادة الفيتامين “ب 17″، وعليه سهل جدا وبديهي تغذية هذا النقص، حيث يكفي أن تأكل يوميا من 15 إلى 20 نواة من ثمرة المشمش، لأنه يشكل أقوى مضاد ويشكل مادة تسمى بمادة “لايت ريال”، وهي مستخلصة من بذور التفاح وموجودة في الخوخ البرقوق والمشمش البقوليات والذرة حبات اللوز المر والهندي وسمسم والكتان والشعير”.
وحسب المصدر نفسه، فإنّ “هيئة صناعة الأدوية بالولايات المتحدة الأمريكية تفرض قانونا يمنع تصنيع مركب “لايت ريال”، لذا هو يصنعه في المكسيك ويهرب لأمريكا لعلاج مرضى السرطان”، مذكرة بكتاب الدكتور”هولر مينر” المعنون بـ”موت السرطان”، الذي أشار إلى هذا المركب “لايت ريال”، وأكد بأنه يقضي على السرطان ويشفي مصابه بنسبة 90 بالمئة”.
الخبير الأمريكي ريموند فرانكسيس
اكتشاف أي علاج رخيص للأورام يهدد صناع العقاقير
ويخبرنا الخبير الأمريكي بأنه في عام 1971 فاز الكيميائي لينيس باولينغ بجائزة نوبل، لاكتشافه أن الفيتامين”س” يعالج مرض السرطان ويقلل فرص الإصابة بالأورام ويزيد من فرص بقاء الناس على قيد الحياة. نتائج الدراسات بينت أن جرعات من فيتامين “س” لأكثر من 5000 ملغ في اليوم، تشكل حماية حقيقية من خطر تشكل الأورام، حينها لم يصدق أحد هذا الخبر الجيد، بل أدخل العالم باولينغ في مواجهة انتقادات شديدة، لأنه كما قال “سيكبدهم خسائر كبيرة، باعتبار صناعة العقاقير المضادة للأورام تدر أرباحا طائلة من مئات المليارات من الدولارات في العام”. لذلك، فإن اكتشاف أي علاج رخيص للأورام، يضيف الخبير “يشكل تهديدا كبيرا لهذه الأرباح الطائلة”.
وكشف الخبير الأمريكي، بأن الأبحاث الجديدة تؤكد ما ذهب إليه باولينغ، حيث وجد الباحثون في جامعة سالفورد في انجلترا بـأن الفيتامين”س”، أكثر فاعلية بعشر مرات من العقاقير الطبية التي يتم تجربتها على المرضى لعلاج الأورام.
البروفيسور عبد الكريم سوكحال:
لوْ لـمْ يكن السّرطان خبيثا لـمَ قتل حكّام الدّول؟
أكد أطباء جزائريون، بأن مرض السرطان خبيث وقاتل، وهذه حقيقة وليس وهما، بل واعتبروا ما ينشر من طرف البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، نوع من أنواع التخلف الطبي، ومحاولة يائسة وفاشلة لبث الآمال في قلوب المرضى، مشيرين إلى أن الداء موجود والدواء موجود، لكن الشفاء من هذا المرض، محتمل وغير محتمل، وعليه لا يجب أن يسمع المرضى لمثل هذه الأخبار الكاذبة، لأنها لن تنفعهم بشيء ولن تفيدهم، بل ستزيد من تحطيم معنوياتهم، وهم في غنى عن ذلك.
ويؤكد البروفيسور عبد الكريم سوكحال لـ”الحوار”، بأنّ مرض السرطان موجود، وما يروج له مؤخرا، بأنه غير قاتل وصناعة رجال المال غير صحيح، بل ما ينشر من طرف البعض بأنه غير موجود وشفاؤه وارد، وبأنّ هناك عصابة تتاجر بصحة البشر أكاذيب، قائلا: “لو كان الأمر كذلك لما مات حكام الدول بهذا المرض، لذا فالسرطان الخبيث حقيقة موجودة ولا يمكن إخفاؤها أو إغفالها أو إيهام أنفسنا بما ينشر، من قبل البعض دون أدلة وحجج علمية دامغة”.
ولفت البروفيسور سوكحال إلى ما تقوم به المنظمة العالمية للصحة من برامج ضخمة لمكافحة هذا المرض، وتصنيفها وترقيم هذا الداء، وهذا بحسبه دليل ” بأنه مرض خبيث موجود وليس وهما أو صناعة تجار صحة البشر”، مبرزا بأنّ هذا المرض يصيب كل أعضاء الجسد ولا يستثني أي عضو، أي أن كل عضو من أعضاء جسدنا معرض لهذا المرض، ومحتمل الشفاء منه مثلما غير محتمل الشفاء منه.
وحول أسباب إصابة الأفراد بهذا المرض الخبيث، يفيد البروفيسور “المواد التي تعرض الفرد للإصابة بالسرطان، منها “الشمّة” و”السّجائر”، خصوصا وبشكل كبير” الشّيشة”، حيث أنّها تساوي علبة واحدة من السّجائر، إضافة إلى”الأميونت” ، مشيرا إلى أن الجزائر لا تزال تعاني من بنايات الأميونت مع أنه حذرت منه المنظمة الدولية، متسائلا في السياق لم لا نقضي عليها ونمنعها حتى نقي أنفسنا؟
هذا، وعرّج البروفيسور عبد الكريم سوكحال، على قانون حماية الحوامل وأجنتهن من الإصابة بهذا الداء، قائلا:” هناك قانون يفرض على المرأة المقبلة على الزواج والحامل استخدام لقاح، لتفادي تعرضهن للفيروس الكبدي “س” والسرطان، بيد أن القانون لا يطبق، ما يطرح الكثير من التساؤلات”.
البروفيسور مصطفى خياطي:
السرطان مرض خبيث وليس نقصا في الفيتامينات
قال البروفيسور مصطفى خياطي: “من يقول السرطان الخبيث غير موجود فهو متخلف فكريا وطبيا وثقافيا، لأن هذا المرض معروف منذ أكثر من قرن، ويوميا نسجل حالات مرضية، قائلا لـ “الحوار”: “مرض السرطان يصيب الخلايا وليس نقصا في الفيتامينات، لأن الفيتامين عندما ينقص لا يعرض صاحبه إلى مرض خبيث”، لافتا إلى أنّ فيتامين “ب17″غير موجود في الموسوعة الطبية.
وحسب البروفيسور خياطي، فإنّ سبب الإصابة بالسرطان هي البيئة وما يؤكل، وخصوصا المعلبات لاحتوائها على الكثير من العناصر المضافة، مثل الملونات والمركزات والضوابط، إضافة إلى الفواكه المستوردة، مبرزا بأن هذه الفواكه خطيرة وتصيب الشخص بهذا المرض، كونها ترسل إلينا مغلفة بورق الألمنيوم، وهذا الورق يبقي مادته على الفاكهة، وإذا لمسناها مثلا ـ يقول خياطي ـ وحاولنا حكه نكتشف قشرة بيضاء، عبارة عن جزيئات الألمنيوم وهذه الجزيئات خطيرة على صحتنا، لأنها غنية بمادة تيترازيت، كونها مادة سرطانية، لذا ينصح خياطي ” بأكل تفاح جزائري حجمه صغير على أكل تفاح مستورد”.
وحول البنايات المشيدة بالأميونت، أكد خياطي بأن التخلص من الأميونت المستعمل في البناء يتطلب غلافا ماليا كبيرا، مشيرا إلى بناية عمرها 30سنة لم تستغل ولم يسكنها أي شخص لأنها أسقفها من الأميونت.
والشيء نفسه بالنسبة لمادة المازوت المستعمل من طرف أصحاب السيارات، مؤكدا أنّ الغازات التي يطرحها تتسرب من خلال التنفس لخلايا جسم الإنسان، ما يعرض الأشخاص لهذا الداء، لذا يقول مصطفى خياطي “أستغرب أمر استيراده بـ2 مليار دج وبالمقابل شراء الأدوية بـ3 مليار دج”. ولهذا، مثلما ينصح البروفيسور “يفترض أن تتخذ الدولة قرارا بتوقيف بيعه واستعماله للسيارات، مثلما تفعل الدول المتقدمة”.
وعاد البروفيسور للحديث عن الإشهار الطبي على قنوات التلفزيون، داعيا الوزارة الوصية إلى الاعتماد عليها وتكثيفها لتوعية المواطنين، خصوصا وأن الإشهارات الطبية مجانية، بموجب مرسوم رئاسي.
هذا، وأوضح بشأن الحوامل بأنهن أكثر عرضة للفيروس الكبدي “س” والسرطان، كاشفا بأن الدولة وضعت قانون لاستخدام اللقاح قبل الحمل، حتى لا تتعرض لهذا المرض ولا يصاب الجنين بأذى، غير أن هذا القانون غير مطبق، ما يؤكد، حسبه
“عجز الوزارة الوصية عن القيام بواجبها”.