20 أكتوبر، 2020
الحوار الجزائرية
المجلة

أمين بومدين: أحلم بدور العربي بن مهيدي

  • لهذا غبت عن “جرنان القوسطو” و”ناس السطح”!

• حاورته: هجيرة سكناوي

 

لمع نجمه في فيلم الساحة، ليكتشفه المشاهد الجزائري بعدها في برنامج “قهوة القوسطو“، ثم مؤخرا في بعض السلسلات الفكاهية، على غرار زهير pas de chance“ ودار لعجب… ولم يلبث أن اتجه في السنوات الأخيرة إلى عالم الإخراج. وفي هذا الحوار، الذي خص به مجلة “الحوار“، تحدث بومدين عن أهم المحطات التي ساهمت في تشكيل مسيرته الفنية، كما صرح بأنه بصدد تحضير برنامج لرمضان 2021.

 

  • من هو أمين بومدين؟

أمين بومدين فنان جزائري، يحب عمله وبلده.

  • بدايتك كانت من أغنية الراب، بعدها توجهت إلى عالم التمثيل والإخراج، حدثنا عن هذه الانتقالية بالتفصيل؟

صحيح، البداية كانت سنة 1999، مع الموسيقى وأغنية الراب، كنت متأثرا بأخي الأكبر الذي كان من أوائل مغني الراب في الجزائر، حيث دفعني الميول والفضول إلى الكتابة والغناء في الموسيقى من نوع الراب، وبدأت الغناء، ثم اكتشفت أن لدي طاقة أخرى، ألا وهي موهبة التمثيل، حيث بادرت في التكوين المسرحي لمدة 3 سنوات، مع جمعية مصطفي كاتب، بالجزائر العاصمة، حيث تعلمت أشياء كثيرة من فنون المسرح، وكانت لي أول تجربة في التمثيل سنة 2006- 2007 في فلم سينمائي “الأجنحة المنكسرة”، وبعدما أصبحت لدي تجربة في التمثيل، قدمت عروض “الستاندوب“ و“المونولوغ“، ولما تقدمت أكثر في هذا المجال، شعرت بأن بإمكاني تقديم أكثر في هذا المجال، من كتابة السيناريوهات والإخراج، خضعت للتكوين في ورشات فرنسية واكتسبت آنذاك فنون الإخراج، وبادرت في أول تجربة لي في الإخراج، كانت سنة 2015، في برنامج “لاسونسور“، الذي تم عرضه على قناة نوميديا تي في، ثم أخرجت السلسلة الفكاهية “دار لعجب“، ثم إخراج الفيديو كليبات، يعني كلما أحسست بأنه بإمكاني أن أقدم شيئا في هذا المجال أقدمه دائما مع الخضوع للتكوين.

  • قهوة القوسطو كانت انطلاقة موفقة بالنسبة إليك.. وبهذه الأخيرة توسع جمهورك، رغم أنك تألقت قبلها في أداء دورك في فيلم “الساحة“ وتحصلت على جائزة أحسن ممثل لسنة 2010.. حدثنا أكثر عن هاتين التجربتين؟

في المجال الفني، سواء الموسيقى أم الرقص أم التمثيل، يمكن أن تعمل 10 سنوات وتشتهر في العام العاشر، كما يمكن أن تعمل سنة وتشتهر فيها، لكل منا بطاقة عليها رقم ينتظر الشمعة حين تنير له، فبدايتي لم تكن من “قهوة القوسطو“ ولكن شهرتي كانت من “قهوة القوسطو“، رغم أنه كانت لدي عدة أعمال من قبل، على غرار “الساحة“، حيث أخذت الجائزة الأولى للفيلم العربي في وهران في طبعته الرابعة، كما أخذت الجائزة في المغرب.. حينها، عرفني أصحاب المجال من مخرجين وممثلين، لكن كما ذكرت، الجمهور العريض عرفني من برنامج “قهوة القوسطو“، رغم أنني كنت ممثلا قبل “قهوة القوسطو“، إلا أنني اكتسبت تجربة “الستاندوب“، و“المنولوغ“ و“الوان مان الشو“، وهذا أعتبره منعرجا، وهو انتقالي من ممثل إلى فكاهي فوق الخشبة. أما تجربتي في فيلم “الساحة“، فأعتبره بمثابة تكوين وعمل دفعة واحدة، لأنني تعلمت منه كثيرا، بحكم أننا تدربنا مدة سنة تقريبا، من تكوين إلى تدريب مكثف وتمثيل، فتعلمت من الساحة كيفية الوقوف أمام الكاميرا، كيفية الخروج من شخصية والدخول في شخصية أخرى، ويمكن أن أختصر لك كل هذا في كلمتين، اشتهرت في “قهوة القوسطو“ وتألقت في الساحة.

  • بعد قهوة القوسطو اتجه زملاؤك المشتركون في البرنامج إلى برنامج “جرنان القوسطو“ و“ناس السطح“.. ما سبب غيابك عنهم.. وما رأيك في هذه البرامج؟

لما انتهينا من “قهوة القوسطو“ انطلقنا في العمل في “جرنان القوسطو“، عملت معهم مدة أسبوع، وفي نفس الوقت كنت أعمل في مشروع مع التونسيين، سلسلة “زين سعدك“، الذي كان يعرض على قناة نسمة تي في، وبعد مرور الوقت، لم أستطع التوفيق بين البرنامجين. لهذا، كان علي أن أختار إنتاجا واحدا من الاثنين، ولهذا السبب لم أكن في “جرنان القوسطو“. وهذا الأخير كان من أنجح البرامج ونال إعجاب الجمهور العريض، وكذلك، ليس من السهل أن تحافظ على جمهورك في كل المواسم، وكان برنامج مواكبا للحداثة، كان إنتاجا جديدا، أظهر قدرات الشباب.

  • ما حققته في وقت قصير من ممثل كوميدي إلى مخرج وكاتب سيناريو يعتبر إنجازا بحد ذاته، بعد كل هذا أمين بومدين إلى أين؟

لو تسنت لي الفرصة لقدمت أكثر بكثير من ما قدمته إلى حد الآن، الحمد لله على كل حال، لكن أقولها بكل تواضع وثقة، ولأول مرة أقولها إعلاميا، لو قدمت لي الفرصة لاستطعت أن أدهش الجمهور، وأنا إلى الدقيقة الأخيرة من حياتي، حتى وإن بقيت أخرج وأمثل بالهاتف البسيط، حتى وإن بقيت أمارس مسرح الشارع، حتى وإن أغلقت في وجهي كل الأبواب سأحارب إلى النفس الأخير. فلهذا، أعتبر قدراتي لا حدود لها إن توفرت الإمكانيات وأتيحت لي الفرصة، فسأقدم الكثير.

  • رغم ضعف الإمكانيات في السلسلة الفكاهية “دار لعجب 1و2“، إلا أنها استطاعت أن تنال إعجاب الجمهور الجزائري.. ما سر هذا؟

يكمن السر في ذكاء المخرج، الذي يمكنه العمل بالإمكانيات البسيطة التي يملكها، ولما تكون لك الإمكانيات التقنية توسع تقنياتك، عندما تكون لك إمكانيات في الديكور يجب أن تعمل على بيئة تليق به، عندما يكون عندك ضعف في الإمكانيات وفي كل المجالات، سوف تعمل على رفع مستوى المحتوى والحوار، وأن يكون المحتوى صورة عن المجتمع الذي نعيش فيه، وأن تمس الحداثة.. واستطاعت “دار لعجب“ أن تنال إعجاب الجمهور رغم الإمكانيات البسيطة، لأن ضعف الإمكانيات لم يكن عائقا لنجاح العمل، بل عملنا على رفع المستوى والمحتوى، وهذه الحيل تعود إلى ذكاء المخرج، الذي يعرف كيف يوازن بين هذه الأمور التقنية.

  • من من فناني جيلك ترى بأنه لو تتوفر فيه الإمكانيات والأرضية الملائمة يصبح نجما؟

إذا كنت تقصدين هنا ممثلا، أقول نبيل عسلي، مشروع هوليود، أما إذا كان قصدك من يبدع إذا توفرت له إمكانيات، ليس في التمثيل تحديدا، فأقولها بكل تواضع: هو أنا.

  • ما رأيك في البرامج التي عرضت رمضان 2020؟

رمضان الوحيد الذي لا يمكن أن نحكم عليه، بسبب ما خلفته جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، فالكثير من الأعمال تعطلت، أو لم يتم إكمال تصوير الحلقات، حتى إننا لاحظنا إعادة بث الكثير من البرامج السابقة على شاشة التلفزيون في الكثير من القنوات، لانعدام أو نقص الإنتاج. وبالنسبة إلي، أعتبر رمضان 2020 سنة بيضاء، واحتراماتي الخالصة لكل من حاول رغم الظروف الصعبة التي مررنا بها.. إلا أنني لم أر منافسة بين الأعمال، رغم أنه كان هناك اجتهاد من البعض وقدموا عملا لا بأس به.

  • هل تؤمن بأن التمثيل علم ويجب المرور أولا بالمعاهد والمسارح.. أم هو موهبة؟

التمثيل علم مرتبط بتكوين، والتكوين والموهبة جزآن لا يتجزآن من الممثل، لكن أول شيء يجب أن يتوفر في الممثل هو الموهبة وبعدها التكوين، لأنه إذا لم تتوفر الموهبة حتى وإن درست وتكونت في أكبر المدارس العالمية للتمثيل، لا يمكنك أن تكون ممثلا.

  • أين الدراما في قاموس أمين بومدين؟

هذا راجع إلى المخرجين والمنتجين، الذين لا يبادرون بإعطاء الفرص للممثل ليخرجوا منه ما يمكنه تقديمه، يركزون على منح الممثل نفس الدور الذي لعبه من قبل، وأرى أن الممثل الكوميدي سهل عليه أن يجسد دورا دراميا، لأن الأصعب أن تضحك على أن تبكي.

  • بمن تأثرت في البدايات.. ومن قدوتك في هذا المجال؟

الحقيقة، لم أتأثر بشخصية معينة، ولكن تأثرت بجيل بأكمله، وهو جيل العمالقة أمثال رويشد، حسن حساني، بوبقرة، جعفر باك، رشيد فارس، وردية وسيد علي كويرات، رحمهم الله، فأعجبت كثيرا بطريقة تمثيلهم، كان هناك تساو في الأداء إذا صح القول، لم نكن نستطع أن نفضل أحدا على الآخر، أما عن قدوتي، فليس لدي شخص معين، فهناك الكثير من الجيل الذهبي طبعا على غرار الفنان القدير عثمان عريوات- أطال الله في عمره، رويشد وسيد علي كويرات، رحمهم الله.

  • ماذا تحضر لرمضان 2021؟

لدي الكثير من المشاريع، وأحضر برنامجا لرمضان 2021، وفي الوقت نفسه، أغتنم فصل الصيف لإخراج الفيديو كليبات، ومؤخرا، كنت في إخراج أغنية “courage“ للفنان “جليل بليرمو“، حازت نسبة مشاهدة عالية، حيث وصلت إلى 30 مليون مشاهدة على اليوتيوب، في ظرف أسبوع فقط، وحققت الأغنية نجاحا كبيرا ودخلت “التراند“ في كل المغرب العربي، كذلك أحضر لإخراج كليب جديد، سيطلق في هذه الأيام.

  • ما الأدوار التي تستهوي أمين بومدين؟

تستهويني الأدوار المركبة، التي تكون متعبة وتتطلب تركيزا، وكذلك أريد أن أكون في دور درامي.

  • هل تحلم بتجسيد شخصية تاريخية؟

أرى أن تجسيد شخصية تاريخية هو حلم كل ممثل، مثلا في كرة القدم كل اللاعبين يحلمون بأن يكونون لاعبين في الفريق الوطني، ليمثل بلاده ويرفع بألوان علمه في العالم، فهي نفس الرغبة التي يحلم بها الممثل عندما يجسد شخصية تاريخية تبقى في التاريخ وفي سيرته الذاتية، ولا يشترط أن أجسد شخصية تاريخية معروفة مثل العربي بن مهيدي، زبانة، ابن باديس، الأمير عبد القادر، بل يمكن أن أمثل دورا مهما، أكون في دور البطولة، أو ثانويا في شخصيات تاريخية ليست معروفة ولكنها مهمة، سواء مجاهد أم شهيد عمل سرا وقدم للجزائر.

  • مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت القوة الضاربة اليوم، هل ساعدتك للترويج لأعمالك أم لا تعتبرها مقياسا؟

لا يمكن أن ننكر أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت لها أهمية كبيرة، حيث أصبحنا نروج لأعمالنا عن طريقها، ووصلنا وقتا أصبحت فيه الناس تعمل بالأنستغرام وتروج به، مع ذلك لا أعتبر نفسي مؤثرا على سوشيل ميديا بل ممثلا وعملي أكثر في التلفزيون والمسرح.

  • كلمة أخيرة..

أشكر مجلة الحوار وكل العاملين عليها، ندعو الله أن يصلح العباد والبلاد، وأن يرفع عنا هذا الوباء، ويرحم موتانا ويشفي مرضانا، وأنا متفائل جدا من الأيام القادمة التي ستكون أحسن بإذن الله، ولدي إحساس بأن البلد سيكون في تطور وتحسن في كل القطاعات، خاصة في قطاع السمعي البصري ويكون الإنتاج ولإنتاجية.

 

مقالات متشابهة