19 سبتمبر، 2020
الحوار الجزائرية
المجلة

الممثل محمد بن داود :“طيموشة“ محطة نجاحي وطموحاتي عالمية

  • تقنيات الأداء بين المسرح والسينما والتلفزيون تختلف والقاسم المشترك بينهم هو الصدق والإحساس

 

حاورته: هجيرة سكناوي

 

قال الممثل محمد بن داود، في حواره مع مجلة الحوار الجزائرية، إن السلسلة الفكاهية “طيموشة“ هي من أهم المحطات في مسيرته الفنية، وأرجع سر نجاح هذا البرنامج إلى قدرة التحكم في الكاستينغ والاختيار المحكم للممثلين والشخصيات، حيث اعتبر أن لقاء الممثلة مينة لشطر التي قامت بدور “طيموشة“ مع المخرج مزاحم يحيى، هو خلطة سحرية لنجاح العمل، كما أثنى من جهته على المخرج السينمائي مرزاق عليواش، وقال إنه سوسيولوجي، وينقل الواقع المعاش في أفلامه، كما أشار إلى أن لديه رغبة بالخروج بفنه إلى الخارج لتمثيل بلاده أحسن تمثيل، وأمور أخرى سوف تستكشفونها في هذا الحوار.

 

  • بداية، حدثنا عن تجربتك في السلسلة الفكاهية “طيموشة“.. وكيف كانت أجواء التصوير، خاصة مع الحجر الصحي؟

في البداية، أود أن أشكرك وكل طقم المجلة على هذه الاستضافة، ومزيد من التألق لمجلة الحوار الجزائرية، بالنسبة للسلسلة الفكاهية “طيموشة“، صراحة، تعد من أجمل وأبرز محطة في مسيرتي الفنية، وأقصد هنا التجربة الإنسانية، رغم الصعوبات التي واجهناها، لكن الكل كان مجندا وواعيا، والهدف الأسمى هو إرضاء المشاهد الجزائري وإمتاعه، في ظل هذه الظروف المرعبة التي تمر بها الجزائر، وتسنت لي الفرصة أن التقيت مع زملائي منذ زمن الدراسة في المعهد كطارق بوعرعارة، فوزي بنبراهم، ياسمين عبد المؤمن.. وغيرهم، كذلك من أحد أسباب نجاح العمل، هو التحكم في الكاستينغ واختيار الشخصيات، وكذلك التشكيلة الثنائية التي تجمع كل من مزاحم يحيى ومينة لشطر، وإذا التقيا في عمل، فحتما سيكون العمل ناجحا لا محالة، وذلك راجع لقوة التفاهم بين الطرفين، وبحكم أيضا أن السلسلة ليست فقط كوميدية، لكن هي تشريح لواقع نعيشه للأسف، ذلك الواقع الذي يحكم بالمظاهر.

 

  • غم الجائحة، قدمتم لنا عديد البرامج خلال شهر رمضان المنصرم.. ما رأيك في البرامج الرمضانية لهذا العام؟

من الصعب الحكم عن الأعمال التي عرضت رمضان المنصرم، فليس من صلاحياتي أن أتكلم وأنتقد، فالبرامج صورت في ظروف صعبة بسبب الجائحة، فمن الصعب الحكم عليها وتقييمها.

 

  • محمد بن داود قليل الظهور على البرامج التلفزيونية.. لماذا؟

صحيح، لا أحب الظهور والحضور في بلاطوهات الحصص التلفزيونية، وهذا راجع لرداءة بعض المنشطين، إذا لم يكن أغلبهم لديهم نفس الأسئلة المملة، وأيضا ارتاح عندما أكون أمام كاميرا بشخصية ألعبها وحوار لنص، على أن أكون أنا محمد بن داود الشخص نفسه، ­ربما قد يكون نوعاً من الخجل والهروب (يتبسم).

 

  • قبل التلفزيون كانت بدايتك من المسرح.. هل المسرح ضروري من أجل صقل الموهبة؟

بداياتي كانت في المسرح، في المعهد المركزي للموسيقى والتمثيل، حيث درست 6 سنوات هناك، ثم التحقت بالمعهد العالي للفنون الدرامية ببرج الكيفان، فتكويني كان مسرحيا محضا، ولازلت مداوما على الخشبة، لأنني بكل بساطة أجدد وأتجدد فيها، ودائما أستمد طاقتي منها.

 

  • حدثنا عن بعض أعمالك وخصوصية كل عمل؟

كل الأعمال التي قدمتها تعد تجربة ومحطة مختلفة عن الأخرى، لكل منها نكهة خاصة، فلا أستطيع أن أفضل عملا عن آخر، لكن الأقرب لي هو العمل الأخير للمخرج مرزاق علواش، لأنه يتكلم عن الأوضاع الراهنة، والصورة الجديدة للجزائريين، وتلاحمهم وتعاونهم.. صورة الجزائر بعد الحراك الشعبي.

 

  • يشتكي الكثيرون من قلة النصوص والسيناريوهات، أين الإشكال في رأيك؟

بالنسبة للسيناريوهات وقلة النصوص، لا أريد التحدث في هذا الموضوع بالتحديد، لأن المشكل أكثر من ذلك، وهذا الأخير لا ينحصر في نقص السيناريوهات فحسب، بل راجع لعدم توفر معاهد مخصصة لذلك، وكذلك المبدع والكاتب لا يستطيع أن يبدع وهو مقيد، لهذا يجب رفع القيود، وترك الحرية للجميع، ليكتب في المواضيع التي تقترب من المواطن، فعلى سبيل المثال، لا يمكننا أن نكتب مسلسلا عن وزراء فاسدين، أو نتكلم عن الرشوة.. إلخ، كما ينبغي رفع القيود والرقابة، ويجب أن نتكلم ونتصارح بيننا، ونسلط الضوء على المشاكل بكل شفافية وموضوعية.

 

  • هل عشوائية اختيار الوجوه هو السبب المباشر في ضعف الأعمال؟

اختيار الوجوه هذا موضوع آخر، فهذا أمر يخص المنتج لأسباب تجارية.

 

  • هل تملك صفحة على الانسغرام؟

نعم، صفحتي هي mohamedsghir.bendoud.

 

  • قمت بتقديم أدوار لا يستهان بها في السينما الجزائرية، وتحدثت بعدة لغات.. هل تأمل أن تقودك هذه الأعمال للعالمية؟

حسب رأيي، يجب على كل فنان أن يشتغل وأن يخرج بفنه خارج حدود بلاده، حتى يضع نفسه مع جمهور أو متتبعين من ثقافات أخرى غير بلده، فمن حسن حظي أني مررت بتجارب من هذا القبيل، والحمد الله كانت النتائج مرضية لحد الساعة، وأطمح دائما لما هو أفضل.

 

  • سبق وأن صرحت أن التعامل مع المخرج مرزاق علواش له طعم خاص.. لماذا؟

المخرج مرزاق علواش أيقونة الإخراج الجزائري، والمخرج يجب أن يكون سوسيولوجيا، أي قريبا جدا من الواقع المعاش، وهذه هي نقطة قوة للمخرج مرزاق علواش. إذا أردنا التعرف على ثقافة بلد ما، يجب أن نشاهد أفلامها التي تتعلق بالبلد وثقافته، فعلى سبيل المثال، فيلم عمر قالاتو، حراقة، باب الواد سيتي، التائب.. وغيرها من أفلام مرزاق علواش، تتحدث عن حقبة زمنية مرت بها الجزائر، وهذا ما يلفتني في هذا المخرج.

 

  • رفضت عدة أدوار عرضت عليك.. لماذا؟

رفضت ولازلت أرفض، إذا كان الدور لا يضيف لي أي شيء، وإذا كان السيناريو ضعيفا لا يرقى لمستوى المشاهد الجزائري الذواق.

 

  • هل تمتلك بطاقة فنان؟

نعم أملك البطاقة.

 

  • محمد بن داود فنان متكامل، قدم للمسرح والسينما والتلفزيون.. لكن أين يجد نفسه أكثر؟

التمثيل أساسه الصدق وقوة الإحساس، والكثير من الذكاء، عكس الفنون الأخرى، وتقنيات الأداء تختلف بين المسرح والسينما والتلفزيون، لكن القاسم المشترك بينها هو الصدق في الأداء، وأجد نفسي في المسرح أكثر.

 

  • يعتبر البعض أن الدراما أسهل بكثير من الكوميديا، وسهل أن تبكي المشاهد على أن تضحكه.. ما رأيك؟

الدراما تخاطب المشاعر والعاطفة، ولكن الكوميديا تخاطب العقل. والدليل على ذلك الحيوان يبكي ويحزن، ولكن لا يضحك، لأن لا عقل له، فالكوميديا أصعب بكثير، وأقصد هنا عن الكوميديا المكتوبة طبعا.

 

  • اذكر لنا أهم الأسماء التي اشتغلت معها سابقا.. وتريد أن تجتمع بها في عمل آخر؟

على مدار مسيرتي الفنية، تعاملت مع خيرة الممثلين، لكن الممثل الذي لا أنساه، وكان سندا لي، هو المرحوم حميد رماس.

 

  • دور تحلم به؟

بصراحة، لحد الساعة لا يوجد وليس لدي فكرة.

 

  • هل الممثل عثمان بن داود يقربك؟

نعم، عثمان هو أخي.

 

  • من هو مثلك الأعلى في التمثيل؟

الممثل والمنتج المسرحي المصري أحمد زكي.

 

  • ميولك بعيدا عن التمثيل؟

الكتابة والاقتباس.

 

  • ما الدور الذي بقي عالقا في ذهنك إلى حد الساعة؟

كل الأدوار تعلقت بها، بدون استثناء، وراض عن كل أعمالي.

 

  • ما أهم الجوائز التي تحصلت عليها؟

تحصلت على جوائز عديدة في المسرح والسينما، لكن جائزة علي معاشي لسنة 2014 كان لها طعم خاص.

مقالات متشابهة