25 سبتمبر، 2020
الحوار الجزائرية
أراء

لا.. الإسلام ليس في خطر في فرنسا … أنتم الخطر

 

أعجب من الذين يصرحون بين الحين والآخر بأن الإسلام في خطر هنا في فرنسا، ولا دليل لهم إلا عددا من حالات الإسلاموفوبيا وإن قزمَّها الإعلام الفرنسي أو أعطى لها المسلمون خارج فرنسا أبعادا خطيرة وأعدادا خيالية… إلى حد الساعة لا مجال للحديث عن الخطر فالمسلمون واعون بما يحاط بهم من هنا وهناك، لكنهم منسجمون مع الواقع بطريقة لافتة، فمن خلال المهرجانات الإسلامية والملتقيات التي تنظمها الجمعيات الإسلامية وآخرها هذا الأسبوع بمدينة مارسيليا ومشاركة غير المسلمين فيها من باب التعايش معًا يثبت لنا وللجميع بأن الحياة جد عادية في فرنسا ومن هنا يتبيّن لنا أن هناك ممَّن لم يستوعب بعد أن المسلمين في فرنسا حالة استثنائية وإنهم يستفيدون من الانفتاح والحريات الموجودة هنا، فلم نسمع إلى حد الآن مثلا أن الدولة الفرنسية أوقفت نشاطا لهذه أو تلك المنظمة أو الجمعية الإسلامية بل بالعكس يحاول المسلمون اثبات الذات، فالمساجد عامرة وموجودة بل وفيه مشاريع تعد بالآلاف في كل نواحي هذا البلد، ولم تمنع الصلوات أو المناسك الدينية وهذا ما اعترف به كبار الدُّعاة والعلماء الذين زاروا فرنسا مؤخرا… فحالات الإسلاموفوبيا الجميع يعرف مصدرها، كما لا يجوز إخفاء أو التمويه على أخطاء المسلمين والتي تنعكس سلبا عليهم، فغالبا ما تصدرت أخطاؤهم صدر الصفحات الأولى للجرائد وعواجل القنوات الفرنسية ويأتي البعض من بني جلدتنا ليقول بأن الإسلام في خطر بل هم الخطر … وأنا أقول إن مسلمي فرنسا وخاصة شباب هذا الجيل الجديد يحملون الفهم السليم للإسلام ويعرفون جيدا كيف يتعاملون مع غيرهم، والمشكلة فينا نحن الذين نعتقد أن الإسلام ملك لنا وأن لا أحد ينافسنا فيه ومن هذا الباب توضع التصنيفات على كل باب وجدار وهذا هو الخطر، الكلام يطول وهذه مجرد خاطرة بدا لي أن أشارك به غيري وليعذرني من لم يفهمني، لأن الوحيد الذي يمكن أن يفهم الوضع الفرنسي هم من يعيش هنا… والسلام.

مقالات متشابهة