تمكن الوزير الاول عبد المجيد تبون من الوقوف في وجه المحاولات المصرية الهادفة الى استصدار قرار إفريقي من شأنه ان يوحد الرؤى السياسية لصالح الدول الخليجية المحاصرة لقطر، حيث اعتبرت الجزائر على لسان تبون في القمة الافريقية ان ملف قطر أزمة بين الدول الخليجية وليس له مكان في القارة السمراء، مشيرا إلى أن لإفريقيا ما يكفي من المشاكل لحلها بدل الدخول في مشاكل الغير، الأمر الذي دفع بوزير الخارجية المصري سامح شكري الى الانسحاب من القمة المنعقدة بأديس بابا بإثيوبيا غاضبا.
هذا وقد ذكر وزير الخارجية عبد القادر مساهل في وقت سابق ان الأزمة الخليجية ازمة داخلية بين دول الخليج، داعيا الى عدم تدخل الدول في شؤون بعضها، الأمر الذي يزيد من تعقيد الأزمة، داعيا الأطراف قبل اجتماع القادة الأفارقة الى مبدأ الحوار وجعله المنطلق الأساسي للخروج من الأزمة.
هذا وقد جاء في بيان وزير الخارجية عبد القادر مساهل دعوة الفرقاء في الدول الخليجية الى تحكيم لغة العقل ، مشددا دعوته كل الدول المعنية بتبني الحوار كوسيلة وحيدة لحل خلافاتها التي يمكن ان تطرأ بشكل طبيعي في العلاقات بين الدول، فإن الجزائر تدعو في جميع الظروف الى احترام مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها.
وأضاف البيان أن الجزائر تبقى واثقة ان الصعوبات الحالية ما هي إلا ظرفية، وأن الحكمة والتعقل سيتغلبان في الاخير “بالنظر الى الرهانات الكبيرة التي تواجه الشعوب العربية وعلى رأسها الإرهاب”.
ويرى مراقبون ان بعد فشل وزير الخارجية المصري سامح شكري في حشد دعم القادة الأفارقة لاتخاذ موقف مؤيد لمصر والسعودية ومقاطعة قطر، نابع من وعي القادة الأفارقة بأن التدخل في شؤون الدول الخليجية قد يرجع عليها مستقبلا سلبا، ما استدعى الأمر اتخاذ جواب الرفض مباشرة.
هذا وقد أجمع عدة رؤساء أفارقة مؤكدين على أن الأزمة الخليجية شأن يخص دول الخليج وحدها، وليس الدول الإفريقية ، وبالرغم من التصريحات التي تطلقها بعض الدول هنا وهناك إلا ان الخرجة الاخيرة لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير في ألمانيا لم تحلحل الأزمة وترجعها الى طاولة الحوار نظرا للطريق المغلق الذي وصلت إليه الدول المحاصرة لقطر ونفاذ جميع الحلول الممكنة، الأمر الذي ادى بها الى نقل الأزمة خارج الحدود، وهو ما لا يعرفه ميزان العلاقات الدولية في ظروف الأزمات السياسية ، ويبقى الموقف السياسي الجزائري الدولي في الدعوة الى الحوار هو النتيجة الأخيرة للأزمة السياسية لدى دول الخليج.