10 يونيو، 2020
الحوار الجزائرية
وطني

“نح من الفم تزل البنة” ،،

محمد بوضياف

من المؤكد ان الاصلاحات الهيكلية التي باشرها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة  منذ توليه مقاليد الامور في الجزائر ، والتي تهدف بالاساس  الى اعادة الاعتبار لارادة الشعب من خلال التمكين للمثليه  ومحاربة ظاهرة الوظيفية والزبونية  التي رهنت طاقات البلاد منذ ان تاسست ،    اعتمدت منهجا واضحا يستبعد كل الوجوه والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية  والسياسات التي تحول دون  تطور وازدهار الحياة المدنية للجزائريين ، وتعيد الاعتبار لكل ممارسة  تكرس السلم والمصالحة بينهم ،،،

لم يكن الامر سهلا ، فكثيرون هم من واجهوا مسارات التعديل التي قادها الرئيس ، وهوجمت على اكثر من صعيد  هزت في كثير من الاحيان  ثقة الشعب في حكومته ، ونظمت الحملات الاعلامية الشرسة وبمنهجية شاملة لم تغفل اي زاوية ، لا النفسية ولا المعنوية  من خلال الايحاء وترسيخ معاني الفشل والافلاس ، ولا التعبوية المادية من خلال الاستثمار في الغضب الشعبي وقيادة الحملات الاحتجاجية تارة باسم الوضع الاقتصادي الاجتماعي،  وتارة باسم  الجهوية المقيتة ورفع شعار الحقرة  والتهميش ، وتارة باسم التاريخ واخرى باسم الثقافة ولم تتوقف ولم تتوانى ولعبت على الحافة ، حتى ظن الجزائريون انهم هالكون لا محالة  ،،،

ولعبت بعض الصحف المنحازة  دور رحى هذه “الحرب ”  وسودت  – ولاتزال –  المشهد لولا وعي الجزائريين وثقتهم في قيادتهم ، ولولا تجربتهم الدامية التي خاضوها في عشريات الدم والوجع

وهللت لكل مبادرة تقطع طريق الاصلاحات  وتشكك في مساقبلها ، لقد ساندت هذه الجرائد تابع صحفييوها كل صغيرة وكبيرة عن هيئة التشاور والتنسيقية ، وجعلوا من بعض قادة الحركة الاسلامية زعماء وابطال يوم ان كانوا يتصدرون صفوف الفتنة ، ويدفعونهم باحترافية لقطع خط الرجعة ، واكل الشوك بافواههم في مواجهة  تقوض اركان الدولة وتنهي مشاريع خصومهم  ،،،

واليوم وبعد ان استفاق المغرر بهم ، وتفطنت الاحزاب الاسلامية وعادت الى رشدها ، يفتح محرروا اعمدتهم النار على من كان البارحة بطل” التغيير”  ، فصارت حمس خائنة ، والعدالة والتنمية حركة اصولية  راديكالية لا تختلف عن الجبهة الاسلامية للانقاذ ،،،

لقد صرح الامين العام السابق السيد سعيداني بكل وضوح ان بعض اليوميات خرجت عن مهنيتها في تقييم ونقد الوضع ، والاشارة والتنديد بالسياسات الى تهديد الامن والاستقرار ، ولعمري لقد كان صريحا وقطع قول كل خطيب ، لقد ارسل الرسائل الى كل الجزائريين وعرى هؤلاء وخرج من الباب الواسع حتى يرتدع هؤلاء ،،،

لقد وعد الرئيس بالعفو الشامل ، واسس لثقافة السلم والمصالحة ، ورتب القواعد في اطار دستور يعيد الاعتبار لمن يمثل الشعب في اطار عملية سياسية  شفافة، ونبه انه لن  يسمح باختراق قواعدها  قبل ان يطلق على مضمار التنافس استحقاقات ماي 2017، ولا مجال للتراجع فالحق اجحق ان يتبع وعلى الصحفيين الذين يريدونها فتنة كالتي عرفتها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي ان ينتهوا ، ولن نسمع لنعيقهم تارة باسم تهديدات ترامب ومتابعته للاحزاب الاسلامية  ، وتارة بتشويه رموز العملية السياسية ورميهم بالارهاب ، وهو شكل من اشكال التزوير الذي دابت عليه  هذه الصحف لقلب الحقائق مالم تصب فوائدها عند مواليهم  في اطار سياسة ” نح من الفم تزل البنة ” ،،،

مقالات متشابهة