26 سبتمبر، 2020
الحوار الجزائرية
منوعات

إلى عبد المالك سلاَّل … لماذا يهاجر الجزائريون من الجنوب إلى الشمال؟

رسالة مفتوحة….

 

 

السيد دولة الوزير الأول -كما يحلو للبعض أن يسميَك – بعد التحية:

 

أعرف كما يعرف أغلب الجزائريين أن أول منصب رسمي تقلده السيد عبد المالك سلال كان بمنطقة الجنوب الجزائري، وأعرف كما تعرف مدى تعلقك الشخصي بمرتفعات أسكرام ووديان ميزاب وسيوف الوادي ونخيل ورقلة وبسكرة وبحيرات الساورة وسيدي ماضي، وكنت يا سيدي لا ترتشف الشاي إلا من سينية تندوف وتكشف دوما عن هُيام خاص برقصات السبيبة إلى حد الاستثمار الشخصي في دعم هذه الطقوس وأغدقت على أصحابها أموالا طائلة لتعلن بالفم المليان أنك تارقي جملة وتفصيلا.

ولهذا تجرأت يا معالي الوزير الأول وطرحت على دولة الرئيس سؤال معرفة أسباب تنامي فصول هجرة عرب الجنوب الى بقاع الشمال إلى الحد الذي أفرغ عدة مضارب من أهلها وحولتها الهجرة إلى ما يشبه الربع أو الثلث الخالي.

 

معالي الوزير الأول

 

مؤكَّد أنك سمعت بمئات النسوة الحوامل اللواتي طرن من عين أم الناس إلى العاصمة وقد جاءهن المخاض دون أن تهززن جذوع النخل لتتساقط عليهن بلحا مرا وحامضا؟

وأعرف كما تعرف أن الآلاف من أبناء الجنوب توقفوا عن مواصلة تعليمهم الجامعي وحتى الثانوي مادامت مدينة الوادي وعلى سبيل المثال لا الحصر لم تشم رائحة ثانوية عبد العزيز الشريف إلا بعد السبعينات بسنين عددا، ولا أذكر يا من كنت تحب الجنوب أن آلاف الطالبات توقفن عن الدراسة وفضلن ممارسة الحمل والوضع لأنه وباختصار لم توفر لهن وزارة محمد الشريف خروبي ومن كان قبله أو حتى من جاء بعده مقعدا للدراسة قرب الدار كما كان عند الأشقاء في الضفة الأخرى.

 

السيد عبد المالك سلال

 

أنا واحد من شباب الجنوب الذي هاجر أولا إلى عاصمة الأوراس باتنة للتعرف على الشهيد مصطفى بن بولعيد ومواصلة الدراسة وتعلم اللهجة الشاوية الجميلة في ثانويته الكبيرة بعد أن حرمتني حكومة أحمد بن عبد الغني ومن معي من حقنا الثانوي بمدينة الوادي، ومن الرفاق من درس في عباس لغرور والبشير الإبراهيمي وثانويات أخرى في مدن شمالية جميلة جدا وقد باع الآباء غلة الخريف ومحصول الصيف وتحويشة العمر فقط لنقرأ ونلتحق بجامعات الشمال والسيد عبد المالك سلال يتقلد وقتها أولى مهامه الرسمية بمناطق الجنوب.

 

السيد دولة الوزير الأول

 

أعرف أن من المحيطين بك سيقولون إن جزائر العزة والكرامة قد شيدت المدارس والجامعات في الجبال والصحاري وأصبحت كل ولايات الوطن تنعم بالجامعات والمشافي والمطارات وحتى الولايات المنتدبة، وهنا أريد فقط أن أسأل سؤالا حول صحة المقارنة بين جامعة الوادي وجامعة عنابة ؟أو بين جامعة سطيف وجامعة إليزي؟ أو بين جامعة تلمسان وجامعة تندوف؟

ولهذا يا معالي الوزير الأول فإن سؤال الهجرة من الجنوب إلى الشمال لا يحتاج إلى إجابات المبدعين في لغة الخشب، بقدر ما تستحق كثيرا من الاعتراف بأن كل حكومات الجزائر المتعاقبة تكون قد أسهمت بشكل أو بآخر في تنشيط وتفعيل هذه الهجرة الجنوبية إلى مدن الشمال، وهذا بالطبع بمباركة من كانوا نوابا أو منتخبين غير تمثليين لهذه المناطق، ومنهم من طاب له المقام إلى جواركم وأصبح يستحيي من الحديث عن هذه المناطق التي يعترف كل الجزائريين بفضلها في توفير لقمة العيش لنا ولكم وللأجيال القادمة إن شاء الله.

 

السيد معالي الوزير الأول

 

أعرف في الأخير كما تعرف أن الجزائريين سواسية كأسنان الشيتة ..ولكن الشيتة أيضا يا دولة الوزير الأول هي التي أسهمت أيضا في الإبقاء على هذه الفوارق والتي نأمل أن تزول أو تتقلص في عهدتكم حتى يظل عشقكم للجنوب كتابا موقوتا.

المواطن باديس قدادرة

مقالات متشابهة

1 comment

مدغري المدغري 17 أغسطس، 2016 at 15:01

يا استاذ باديس اولا متعك الله بالصحة … لا تتحدث بهذ اللغة الجهوية … هناك وضع جغرافي وديمغرافي وتاريخي ليست الحكومة مسؤولة عنه … والحمد لله اليوم الواد وغير الواد فيه جامعة وكل قرية لها مدارس ومتوسطات وثانوية … والمرحلة التي تتكلم عنها طواها الزمن

تعليق are closed.